
أربيل / المدى
شهد معرض أربيل الدولي للكتاب، في يوم جديد له، زخماً ثقافياً لافتاً وحضوراً جماهيرياً واسعاً، جسّد الروح الحقيقية للتظاهرة الثقافية الأضخم في إقليم كوردستان والعراق. وتنوّعت الفعاليات بين ندوات فكرية ونقاشات أدبية، إلى جانب زيارات طلابية مكثفة من مدارس مدينة أربيل، فضلاً عن توافد المئات من المواطنين القادمين من محافظات أخرى، الذين جالوا في أروقة المعرض متفاعلين مع محتواه الثقافي الغني.
ندوات متنوعة ونقاشات مثمرة
في قاعة الندوات الرئيسة، أقيمت سلسلة من الجلسات الثقافية التي ناقشت مواضيع متعددة، بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والكتّاب والمثقفين الذين أثروا النقاش بوجهات نظرهم وخبراتهم.
طلاب المدارس في حضرة الكتب
تميّز هذا اليوم بزيارة وفود طلابية من مختلف مدارس أربيل، حيث تنقل التلاميذ بين أجنحة دور النشر، وتفاعلوا مع الكتب التي تم إعدادها خصيصاً للناشئة واليافعين. وحرص عدد من المعلمين على تنظيم جلسات قراءة مصغّرة داخل أروقة المعرض، في مبادرة تهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة في سن مبكرة.
وقال أحد المشرفين التربويين: “نحن نعتبر هذا المعرض فرصة ذهبية لتعريف طلابنا بعالم الكتب، وربطهم مباشرة بالمصادر الثقافية بعيداً عن المناهج التقليدية فقط”.
زوار من خارج أربيل
من أبرز ملامح هذا اليوم، كان التوافد الكبير للمواطنين القادمين من محافظات مثل السليمانية ودهوك وكركوك وحتى بغداد، حيث امتلأت ممرات المعرض بالعائلات والمجموعات الشبابية الذين عبّروا عن إعجابهم بتنوع الكتب وتوفر العناوين النادرة.
وقال أحد الزوار من كركوك: “قطعنا مئات الكيلومترات لنحضر هذا الحدث الثقافي المهم، وقد وجدنا ضالتنا في العديد من الكتب التي لم نكن نجدها بسهولة في مدننا”.
واستمر الزخم في أجنحة دور النشر الكوردية والعربية، حيث امتلأت الرفوف بالزوار الباحثين عن كتب تاريخية وأدبية وفكرية. وشهدت بعض العناوين نفاد نسخها نتيجة الطلب المتزايد، وسط تفاعل كبير بين الناشرين والقراء.
برهنت فعاليات هذا اليوم في معرض أربيل الدولي للكتاب أن المعرض لا يمثل فقط منصة لبيع الكتب، بل هو فضاء للحوار، والتواصل بين الأجيال، وتعزيز الثقافة المجتمعية. وبهذا الحضور المتنوع والنشاط الدائم، يواصل المعرض ترسيخ مكانته كأحد أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة.