أحمد عبد الحسين يقرأ الشعر لجمهور معرض أربيل الدولي للكتاب عبد الحسين: بين الشعر والعرفان وشائج كثيرة أولها أن الاثنين يحاولان استبطان الذات الإنسانية


أربيل / زين يوسف

في ختام فعاليات اليوم السابع من فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب اقيمت جلسة شعرية بحضور نوعي بعنوان «قراءات شعرية»، ضيفت الندوة الشاعر احمد عبد الحسين وادار الندوة الكاتب كريم راهي.

عن انحيازه للصوفية والعرفان من خلال قصائده قال عبد الحسين ان «ما بين الشعر والعرفان وشائج كثيرة أولها ان الاثنين يحاولان استبطان الذات الإنسانية، بالتأكيد ان العارف يتوجه الى الغيب والى الرب لكن هذا الرب هو صورة منطبعة في وجدان الانسان والبحث في النفس هو بحث في الغيب أيضا لان النفس تنتمي الى الغيب ومن يعرف ذاته سيعرف اسرارا وكأنه يمسك مفتاحا من الغيب وهذه من الثوابت في العرفان الإسلامي».

وأضاف ان «الاستبطان هو السمة التي تجمع الشعر بالصوفية، أيضا العرفان يستخدم اللغة الملأى بالرموز والاشارات ما يجعل العرفان ينتمي الى الشعر حتى وان كان يبحث في موضوع ربما لا ينتمي للشعر لكن مجرد استقدام اللغة المحملة بالرمز يجعلك تلتقي مع الشعر بالإضافة الى التربية الدينية وانا أدعي اني قارئ جيد لهذه النصوص بالتالي لا شيء يأتي من لا شيء لان كل هذا يترك آثار والآثار التي تترك على النص تجعل من أي قارئ بامكانه ان يحدد نوع هذه الآثار ومدى قوة هذا الأثر على الشاعر».

وأشار الى ان «النص مرآة حساسة للغاية وقابل لان يعكس العالم وهو يعكس الأشياء التي تربيها في داخلك ولا يعكس الانشغالات العابرة والعرفان هو من الانشغالات التي تحفر عميقا في الروح ولهذا تبرز اثارها في النصوص».

وبين ان «مجموعته «دليلٌ على بهتان العالم»، هي التي «اكتملت فيها تجربتي وأصبح واضحا للجميع اني انتمى الى شكل العرفان والصوفية في شعري».

ومن القصائد التي قرأها عبد الحسين للجمهور الحاضر:

كربلاء الوقت

استجمعتُ رعبَ قلبي وقلت بالحاضر الدافق أجلوه،

بالينبوع الذي وُلد اللحظةَ معي، رأيتُ أني جئت من قبلُ أو من بعد

وان لا وقت لي يصلح أن أسميه الآن.

فالآن فواتُ أوان.

وإذ تهيأتُ وتعبأتُ وقلت قامت قيامتي ألقي في روعي أني من الأمس،

من الديمومة التي غُسلت حتى صارت مزقاً. من القديم أتيت،

وفي القديم باشرت زمناً كنت أظنه الآن فإذا هو منقلبُ الوقت

ويأس الحاضر من نفسه، وعجزه عن أن يكون.

أنا في فوات أوان.

وقال ان «حضور كلمة كربلاء الوقت في القصيدة بسبب ان المأساة الكبيرة في تاريخنا هو ما حصل في واقعة الطف ومأساة الإنسانية في فوات الأوان ولذلك أعادل او أحاول ان اجعل من واقعة الطف المعادل الموضوعي لهذا الوقت الذي يجري ولا يترك الا الفوات، هذه هي مأساة الانسان بأن الوقت يمر وينفذ منه، وحاولت ان أدمج بين الاثنين المأساة التاريخية والمأساة الإنسانية الاعمق».

تحدث عبد الحسين أيضا عن اشكال الشعر ونكرانه للعمود وشعر التفعيلة والاتجاه نحو النثر قائلا ان «السياب على سبيل المثال ان كان لي أب في الشعر فهو السياب، السياب عملاق القى بظله الهائل عليّ لفترة من الزمن لكن كلما كان البحث الشعري أعمق كلما كانت النظرة للحياة وللوجود مختلفة تماما، وانا ضد الرأي الذي يقول ان الشكل الشعري اشبه بالوعاء وكأن الشعر جوهر ممكن ان يملئ بالاشكال، انا اعتقد ان الشكل الشعري نتاج رؤية خاصة للعالم».

Scroll to Top