إشادة بمساهمة معرض أربيل الدولي للكتاب في تعزيز التقارب الكردي العربي

سليمانية / سوزان طاهر

تساهم معارض الكتاب والملتقيات الأدبية والثقافية في التقارب بين الشعوب وتقوية العلاقات الثقافية والاجتماعية والإنسانية.

ولعل معرض الكتاب الدولي الذي انطلق قبل أيام، له مساهمات فعالة في التقارب بين المكونات وتقوية العلاقات العربية الكردية.

وبرعاية الرئيس مسعود بارزاني افتتح معرض أربيل الدولي للكتاب في الـ 17 نيسان 2024، أبوابه أمام الزوار، بمشاركة 300 دار نشر، ويستمر 10 أيام.

الدورة الـ 16 لمعرض أربيل الدولي للكتاب، تستمر حتى الـ 27 من الشهر الجاري، بمشاركة 300 دار نشر من 22 دولة، وتعرض مليون و500 كتاباً مختلفاً.

وقد سبقت انطلاق فعاليات المعرض تحضيرات كبيرة قامت بها مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لأجل إظهار هذا الحدث الثقافي بما يتناسب مع مكانته في العراق وإقليم كردستان.

تلاقحٌ ثقافي

ويقول الكاتب والصحفي معد فياض إن، معرض أربيل الدولي للكتاب مهم جداً لكردستان والعراق وليس أربيل فقط.

مبيناً في حديثه لـ(ملحق المدى) أن «معرض أربيل يحظى بأهمية كبيرة على مستوى الدول المجاورة ويساهم بالتقارب بين الشعوب ويقوي العلاقات الإنسانية والاجتماعية».

وأضاف أن «نوعية الجمهور في معرض أربيل مختلفة، فهنا الجمهور هو عربي وكردي وتركماني وآشوري وسرياني، وهذا يساهم بشكل كبير في التقارب الثقافي والإنساني، كون الكتب ودور النشر تحتوي على كتب من مختلف اللغات».

وأشار إلى أن «هناك تلاقحا ثقافيا بين الكرد والعرب، ووفرة في دور النشر، وهناك مليون ونصف المليون كتاب في هذا المعرض، وهذا الأمر مهم جداً يساهم في زيادة وإتساع الحركة الثقافية في أربيل».

وبين أن «الترجمة الدقيقة من اللغة الكردية إلى العربية وبالعكس كانت حاضرة وبقوة لمئات الكتب، وهذا الأمر يساهم في التلاقح الفكري وتقارب الكرد ثقافياً وإنسانياً واجتماعياً».

ولفت إلى أنه «نطمح بزيادة مستوى ترجمة الإبداع الكردي وتحويله إلى اللغة العربية، لآن هناك عشرات الكُتاب والأدباء الكرد يكتبون بطريقة رائعة، ولكن غياب الترجمة يجعل إنتاجهم محدودا ومحليا فقط».

تقليل الفجوة

فيما يقول الكاتب والناشر يوسف العزاوي إن، معرض الكتاب الدولي في أربيل يساهم بصورة كبيرة في التقارب الثقافي بين العرب والكرد، لافتاً في حديثه لـ(ملحق المدى) أن «الناشر العربي يجد صعوبة في اختلاف اللغات، ولكن مثل هذه المعارض تساهم في تقريب الفجوة الموجودة بين الثقافتين، والترجمة ضرورية جداً في مواكبة الإصدارات الحديثة سواءً الكردية أو العربية».

وأضاف أن «جلوس المثقفين والكُتاب والأدباء في المعرض الدولي للكتاب ودخولهم في حلقات نقاشية مفتوحة مع بعضهم البعض يساهم في التقارب الثقافي ويقلل الفجوة التي حدثت في الفترة الماضية».

تكتسب الحركة الثقافية في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان أهمية كبيرة، في مدينة جامعة للمكونات الدينية والقوميات، وذات ثقافات ولغات متعددة.

ففي المدينة ذات الغالبية الكردية، لكن الثقافة لا تحدها زاوية معينة أو مكان محدد، فتوجد عشرات دور النشر والعديد من المقاهي الثقافية وتقام فيها معارض سنوية للكتاب، لعل أهمها المعرض الدولي السنوي للكتاب بمشاركة واسعة لدور النشر العراقية والعربية والدولية.

وشهدت مدينة أربيل انتعاشا ثقافيا وفنيا بعد صدور العديد من القوانين التي كفلت حرية الصحافة وممارسة العمل الأدبي والفني، مما ساعد على تشكيل المئات من الصحف والمجلات سواء اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية والفصلية، وكذلك الفرق الفنية والجمعيات الأدبية.

محطةٌ مهمة

الكاتب والصحفي علي البيدر يقول إن، أربيل اليوم تزخر بالنشاط الثقافي للمكونات من العرب والكرد والتركمان، مؤكداً في حديثه لـ(ملحق المدى) أن «أربيل تزخر بالكثير من الألوان الثقافية وبالتالي هذا الأمر انعكس على إنتاج واقع ثري دسم فنياً وثقافيا، وهذا الواقع زاد منه الوعي والذائقة الفنية والحرية والدعم الحكومي».

وتابع أن «أربيل في السنوات الأخيرة بدأت تستقطب الكثير من المدارس الفنية والكُتاب، وباتوا يجدون في المدينة واحة لعرض نشاطهم بحرية، والمدينة تشهد حالة من الازدهار الثقافي والفني».

واوضح أن «هذه الملتقيات ومعارض الكتاب اسهمت بتقارب العرب والكرد بعد أن، حاولت السياسة تفرقتهم، لكن الثقافة هي أكبر جامع للشعوب، يتم من خلاله إصلاح الفجوة وتقريب الهواة الموجودة بين الثقافات المختلفة، وتحديداً بين العرب والكرد».

ويتضمن المعرض، فعاليات متنوعة وعديدة على مدار أيامه الـ11، منها ندوات حوارية وحفلات توقيع الكتب وأمسيات موسيقية ومبادرات فنية تغطي كافة أجنحة المعرض.

وتقدم إدارة المعرض خصومات على شراء الكتب تصل إلى أكثر من 50‌%، بهدف تشجيع المواطنين على القراءة والمطالعة، كما أنها ستقدم خصومات على النقل لتسهيل الوصول إلى المعرض، سواء داخل مدنية أربيل، أو للقادمين من مدن ومحافظات أخرى، بالتعاون مع شركات النقل المعروفة.

همزة وصل بين الشعوب

الكاتب الكردي بهزاد أحمد أشار إلى أن، الكتاب يعني الثقافة بمختلف مشاربها والكاتب يعني همزة الوصل بين العقول والعابر لجسور الموانع القومية والدينية والطائفية.

موضحاً في حديثه لـ(ملحق المدى) أن «معارض الكتب التي تقام في أربيل والسليمانية وبغداد والبصرة هي جزء لا يتجزأ من حركة الوعي العراقي كون المنظومة الثقافية وإن اختلفت في اللغة لكنها تتوحد في إطار الحضارة وحركة التاريخ والصيغ النوعية لما تتشرب به وتشربت من معين العراق الحضاري».

وأضاف أن «العراق وعراقته التي تمتد آلاف السنين والمخطوطات والاثاريات على ابجدياته التي علمت الدنيا خوارزميات القوانين والدساتير واللغات ومسارات وطرق الكون، لا بد وأن يعود للقراءة والمطالعة».

وتتصف المعارض في كردستان وتحديداً أربيل بالنوعية والاهتمام من جانب دور النشر والمثقفين، وتجد في كل مرحلة تطورها والذائقة الجمالية للكتاب الوليد الشرعي للكاتب الكردي و البصري والبغدادي من الغلاف الى الغلاف ، كتب تعالج المراحل والسياقات الفكرية وتضع الأصبع على جرح المرحلة المراد التوغل في دروبها.

وأربيل وخلال السنوات الأخيرة أصبحت محطة مهمة من محطات الاستقرار للآلاف من العوائل العراقية، كما أن هناك انتشاراً لدور النشر والطباعة التي تطبع الكتب من مختلف المؤلفات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top