
أربيل / علي زيتو
هذا العام، لفت معرض أربيل الدولي للكتاب الأنظار بزيادة ملحوظة في عدد دور النشر الكوردية المشاركة، مما أثار إعجاب الزوار الذين عبروا عن فرحتهم بهذا التطور.
خلال جولة في أروقة المعرض، التقينا بعدد من الزوار الذين أكدوا أن هذه الخطوة تعكس نهوضاً ثقافياً مهماً للأدب والكتاب الكورديين.
يقول أحمد محمد، (أستاذ جامعي): “لم أتوقع هذا العدد الكبير من دور النشر الكوردية، الفارق واضح مقارنة بالسنوات الماضية. هناك كتب في التاريخ والأدب لم تكن متوفرة بهذه الكمية من قبل، وهذا يجعل المعرض أكثر ثراءً”.
وأضاف أحمد وهو يقلب صفحات كتاب جديد عن الشعر الكوردي الكلاسيكي: “هذه الإصدارات تعيد الاعتبار لتراثنا الأدبي المهمش، خاصة في مجال الدراسات النقدية التي كانت شبه معدومة سابقاً”.
من جهتها، أعربت ديلان علي، (طالبة جامعية)، عن سعادتها بالروايات الغربية المترجمة إلى الكوردية، وقالت: “أخيراً أصبح بإمكاني قراءة الأدب الغربي بلغة مفهومة، هذه خطوة رائعة لتقريب الثقافات ويحتوي المعرض على أعداد كبيرة ومتنوعة من الروايات الجميلة المكتوبة بأقلام كتاب من مختلف البلدان”.
وأضافت ديلان وهي تعرض نسخة من رواية مترجمة إلى اللغة الكوردية قامت بشرائها: “ما أثار إعجابي هو جودة الترجمة والحفاظ على روح النص الأصلي، مما يجعل القراءة تجربة ممتعة وفريدة حقاً”.
كما تحدث فارس حسين، (أكاديمي)، عن أهمية الإصدارات الجديدة في توثيق التراث الكوردي، قائلاً: “وجدت كتباً نادرة تتحدث عن تاريخ كوردستان والكُورد وأصلهم بمصادر موثوقة، هذا دليل على أن النشر الكوردي بدأ يلعب دوراً أكاديمياً جاداً ووجوده في هذه المحافل مهم جداً”.
من جانبهم، أعرب الناشرون عن تفاؤلهم بهذه الزيادة حيث قال بابان صاحب دار نشر كوردية: “الزوار تفاعلوا بشكل كبير مع إصداراتنا، خاصة الكتب التي تخص الهوية واللغة الكوردية. هناك وعي أكبر بأهمية دعم النشر المحلي وهذا ما يفسر حجم الاهتمام الكبير هذه السنة بالمعرض”.
وفي المقاهي الثقافية داخل المعرض، جلس عدد من الزوار يتناقشون حول الكتب الجديدة، حيث قال الشاب كاوة: “هذا العام يشعرنا أن الثقافة الكوردية حاضرة بقوة، ليس فقط كتراث، بل كحركة أدبية حية وعنوان المعرض (العالم يتكلم كوردي) دليل على ذلك بوضوح حيث أن المعرض دولي لكنه يُبرز طابع الثقافة الكوردية”.
الزيادة في دور النشر الكوردية لم تثر إعجاب الزوار فحسب، بل أضافت بعداً جديداً للمعرض، جعله أكثر من مجرد معرض، بل منصة للحوار الثقافي لاسيما مع إقامة العديد من الندوات باللغة الكوردية.
وفي نهاية اليوم، يبقى السؤال: هل سيستمر هذا الزخم في الأعوام القادمة؟ الزوار يتوقعون الإجابة بنعم، ويأملون أن تشهد الدورات المقبلة المزيد من الإبداعات الكوردية التي تثري المكتبة العالمية وتضيء للقارئ العربي والغربي جانباً من ثقافة الشعب الكوردي.