“الترجمة وتحدياتها”.. نقاش يسلط الضوء على هموم المترجمين وتجاربهم


أربيل / علي زيتو

ضمن فعاليات اليوم التاسع من معرض أربيل الدولي للكتاب بنسخته السابعة عشرة، احتضنت قاعة الندوات جلسة فكرية متميزة حملت عنوان “الترجمة وتحدياتها”، شارك فيها نخبة من الكتّاب والمترجمين الكرد الذين استعرضوا أبرز تجاربهم في هذا المجال، إلى جانب مناقشة التحديات التي تواجه الترجمة في كوردستان.

وشارك في الندوة كل من نينا كريمي، كاتبة ومترجمة معروفة، وشمال أكرَيي، الكاتب والمترجم المتخصص في الأدب العالمي، إضافة إلى جمعة جَباري، الكاتب والمترجم الذي عُرف بإسهاماته في نقل الأدب العربي إلى الكردية. وأدار الجلسة كوسرت أحمد بيكاس.

نينا كريمي أكدت خلال مداخلتها أن الترجمة ليست مجرد نقل كلمات من لغة إلى أخرى، بل هي فعل ثقافي يحمل في طياته مسؤولية الحفاظ على روح النص الأصلي، وقالت: “المترجم الجيد هو من يحافظ على نبرة الكاتب الأصلية دون أن يضحي بوضوح المعنى في اللغة الهدف. الترجمة الحقيقية تتطلب حساً أدبياً عالياً وفهماً عميقاً للسياق الثقافي”.

من جهته، تحدث شمال أكرَيي عن تجربته في ترجمة الأدب العالمي، مشيراً إلى التحديات المرتبطة بنقل الخصوصيات الثقافية إلى اللغة الكوردية، وأضاف: “ليست كل المفردات قابلة للترجمة، وهناك مفاهيم تتطلب شرحاً ثقافياً أكثر من مجرد ترجمة حرفية. أحياناً نقف أمام مفردة واحدة لساعات طويلة كي لا نخون روح النص”.

أما جمعة جَباري، فتطرق إلى التحديات المؤسسية التي تواجه المترجمين، قائلاً: “نعاني من غياب الدعم الحقيقي للمترجمين، لا توجد مؤسسات مستقرة تحتضن هذا الجهد، وغالباً ما يُطلب من المترجم أن يعمل وحده دون تحرير أو مراجعة. كما أن بعض دور النشر لا تهتم بجودة الترجمة بقدر اهتمامها بسرعة النشر”.

الندوة شهدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور، وخاصة من طلبة الجامعات والمهتمين بالشأن اللغوي، الذين أثروا النقاش بمداخلاتهم وأسئلتهم حول واقع الترجمة وآفاق تطويرها في كوردستان.

واتفق المتحدثون في ختام الجلسة على أهمية وضع أسس مهنية واضحة، وتوفير دعم مؤسساتي للمترجمين، وتشجيع الجيل الجديد على دخول هذا المجال الحيوي، بما يسهم في خلق جسر حقيقي بين الثقافات.

Scroll to Top