السينما العراقية على طاولة الحوار في أربيل «مبادرة دعم السينما وسينماتيك العراق.. دعم السينما وترميم الذاكرة»!


أربيل / تبارك عبد المجيد

شهد مسرح الندوات في معرض أربيل الدولي للكتاب بدورته السابعة عشرة جلسة حوارية متميزة تحت عنوان «مبادرة دعم السينما وسينماتيك العراق.. دعم السينما وترميم الذاكرة»، تناولت واقع السينما العراقية وآفاق النهوض بها من خلال مبادرات الدعم والترميم.

شارك في الجلسة كل من المخرج وصانع السينما أ. مهند حيال، عضو اللجنة العليا لدعم السينما، وأ. وارث كويش، مدير مشروع سينماتيك العراق ومقرر اللجنة العليا لدعم السينما، حيث قدما رؤى متعمقة حول أهمية حفظ التراث السينمائي العراقي وإعادة تأهيله ليواكب متطلبات العصر.

أدارت الحوار د. كوثر جبارة، التي طرحت مجموعة من الأسئلة المحورية حول التحديات التي تواجه السينما العراقية، ودور المبادرات الحكومية والمجتمعية في إحياء هذا القطاع الثقافي الحيوي.

استعرض الأستاذ وارث كويش، مدير مشروع سينماتيك العراق، ملامح المشروع خلال الجلسة، مؤكدًا أنه «مشروع وطني بالدرجة الأولى، يُعنى بجميع العراقيين دون استثناء، ويخدم صُنّاع السينما على وجه الخصوص». وأوضح أن المشروع يسعى إلى ترميم، حفظ، وأرشفة الأفلام العراقية، وبناء أول أرشيف سينمائي وطني من نوعه في العراق، قائلاً: «نحن نعمل على ترميم الأفلام وأرشفتها لتكون جزءًا من الذاكرة البصرية التي توثق التاريخ والثقافة العراقية».

وأشار كويش إلى أن الانطلاقة الحقيقية للمشروع جاءت بدعم من لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة والمشهد العراقي، التابعة لمكتب رئيس مجلس الوزراء، والتي وفرت الأرضية المؤسسية والفرصة اللازمة لتأسيس المشروع والعمل على ترسيخه بشكل جدي.

وأضاف أن المشروع شهد تعاونًا دوليًا مهمًا من خلال اتفاقية تم توقيعها مع السفارة الفرنسية في بغداد، وبدعم مباشر من وزارة الخارجية الفرنسية، وتنفيذ من قبل وكالة «خبراء فرنسا»، وبإشراف مباشر من المعهد الفرنسي السمعي البصري.

وأكد كويش أن الشراكة مع الجانب الفرنسي تهدف إلى تأسيس بنية تحتية متكاملة للمشروع داخل العراق، وتدريب فريق وطني متخصص في الأرشفة الرقمية، مشيرًا إلى أن «كل فيلم خام يمكن تحويله إلى مادة رقمية محفوظة وفق المعايير العالمية»، معتبرًا المشروع خطوة خالقة ومؤسسة لذاكرة عراقية سينمائية حديثة.

نحن نعمل على 3 مشاريع: الأول يركز على ارشفة السيمنا العراقية في الماضي ومشروع الذي يؤسس لسينما المستقبل، ومشروع جناح العراق في مهرجان كان السينمائي الذي سيحسن السينما العراقية امام العالم.

من جانبه، تحدث مهند حيال عن أهمية مشروع دعم السينما العراقية، مشيرا إلى أن «الأفلام القديمة ليست مجرد وسيلة للمتعة، بل هي جزء من الذاكرة الجماعية التي توثق كيف كنا نعيش». وأضاف: «نعرف العراق من خلال نازك الملائكة والسياب والأدب والشعر، لكننا نفتقر إلى الصورة البصرية التي تُظهر شكل الحياة آنذاك، وترميم هذه الأفلام هو بمثابة مصالحة نفسية مع تاريخنا وهويتنا».

وبين حيال أن هذه المبادرة تأتي ضمن مشروع ثقافي واسع النطاق أُطلق بدعم من مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية د. عارف الساعدي، الذي تبنى المبادرة وأطلقها من خلال مكتب رئيس الوزراء، وتهدف إلى دعم القطاع الخاص في مجال السينما.

وأكد أن السينما لا يمكن أن تُخلق أو تستمر بدون قطاع خاص، مشيرا إلى أن السينما العراقية، منذ تأسيس الدولة وحتى اليوم، واجهت محاولات تهميش وتدمير ممنهجة. وقال: «النظام السابق دمر القطاع السينمائي الخاص ليبسط سيطرته على الإنتاج والنشر، لكن رغم ذلك، السينما المستقلة العراقية أثبتت قدرتها وجذبت جمهورًا واسعًا على مستوى العالم».

وشدد د على أن جوهر المبادرة هو دعم الأفراد والمبدعين في أي مرحلة من مراحل العمل السينمائي، سواء كانت الفكرة صغيرة أو كبيرة، وذلك من خلال دعم مالي حقيقي يسهم في تحفيز الإنتاج المستقل وبناء حركة سينمائية جديدة.

Scroll to Top