العائلات الرابح الأكبر في هذه النسخة..معرض أربيل الدولي للكتاب.. عرس ثقافي يحتضن الكتب ومحبيها

خالد محمد/ أربيل

شهد معرض اربيل الدولي للكتاب بنسخته الـ 16 والذي افتتح من يوم 17 نيسان الحالي ليستمر الى يوم 27 والذي يقام على ارض المعارض الدولية في اربیل – بارك سامي عبد الرحمن حاملا شعار (اقرأ.. ذكاؤك ليس اصطناعياً)، إقبالا جماهيريا واسعا من مختلف شرائح المجتمع العراقي.

حيث اقبلت العائلات العراقية من كل محافظات العراق لزيارة المعرض الذي تشارك فيه أكثر من 300 دار نشر من إقليم كردستان والعراق والدول العربية والأجنبية، وتعرض نحو 1.5 مليون عنوان كتاب في شتى مجالات العلوم والآداب والفنون.

لنعرف عن الثقافات

محمد شاهين الهرمزي مهندس في القطاع النفطي وهو احد زوار المعرض الذي قدم مع عائلته اكد، ان «هذا المعرض نزهة مميزة وفسحة ثقافية مهمة لكل المهتمين، حتى للأطفال لكونه يحفزهم لقراءة الكتب، لذلك انا أقوم بجلب اطفالي الى الزوايا الخاصة بالكتب الهادفة المختصة بعالم الطفولة، من اجل تشجيعهم على القراءة». مضيفا «اميل لقراءة الكتب التاريخية والاجتماعية، لذلك لابد لنا ان نقنعهم لماذا نحن نشتري الكتب، فالكتاب هو الرافد الوحيد لنشر الثقافة والفكر وقبول الاخر، اما أساس الخلافات هو اصطدام الثقافات، فلو كان لدى الشخص خلفية ثقافية سيتقبل الثاني، وبالتالي تنتهي كل المشاكل».

يضيف الهرمزي لـ(ملحق المدى): «قرأت كتابا يتحدث عن قصة بين رجل اعمال فرنسي يعقد صفقة تجارية مع رجل اعمال هندي، من خلال رسائل نصية والاتصال الصوتي، فيقول تجارتي وتفاهمي معهم ممتاز جدا، ويقول التاجر الفرنسي لرجل الاعمال الهندي دعنا نفتح وسيلة الاتصال بالفيديو للتحدث والتفاهم فيما بيننا اكثر، ويقول التاجر الفرنسي عندما فتحت الفيديو لم اصل الى تفاهم مع الرجل الهندي، وهذا يجعلنا نعرف ان السر في الثقافة الهندية عندما يقول نعم يقوم بهز رأسه افقيا يمينا تارة ويسارا تارة أخرى، فيقول التاجر الفرنسي هذه عندنا هي دليل تردد وعدم الموافقة، وظننت ان رجل الاعمال الهندي لا يوافق على ما نقوم بطرحه عليه، وقلت له نلتقي في وقت اخر، وبعدها يقول التاجر الفرنسي انني علمت فيما بعد ان الرجل الهندي كان يوافق على كل ما أقوم بطرحه عليه ويوافق على مقترحاتي، وكنت انا من لم يفهم الرجل الهندي، وهذا ما يعبر عنه اختلاف الثقافات، ومن هذه القصة عرفت باننا لابد ان نطلع على ثقافات الشعوب من خلال الكتب والمطالعة».

تحصيل المعرفة

اما حنين احمد، وهي موظفة مبيعات في احدى الشركات وزائرة فتبين، ان «المكان منظم بشكل لا يوصف، ويسهل على المهتم ان يجد الكتاب الذي يريده بسهولة، والكثير من العوائل يزورون المعرض وهم محبون للكتب والثقافة، فقد سررت بحضوري للمعرض»، داعية العائلات التي لم تزر المعرض الى القدوم، «وهي دعوة حتى للعائلات التي لا تحب القراءة، فهم سيجدون الكثير من الفعاليات التي يحبها الأطفال وكل ما يهم في تنمية قدراتهم، منها الألعاب الفكرية، وهي فرصة مهمة». مستدركة بحديثها لـ(ملحق المدى)، «ليعيشوا هذه التجربة، فقد بحثت عن كتاب لم اثق بأنني ساجده في مكان ما، الا انني قد وجدته في المعرض».

الكتاب والمجتمع

فيان حسين هي الأخرى مسؤولة مبيعات في احدى الشركات، تحدثت لنا عن المعرض وزائريه منذ افتتاحه الى اليوم، مؤكدة، ان «هذا المعرض هو من اجمل المعارض التي شاركت فيها، فنحن نزوره سنويا، لكن هذه المرة فهو يجمع كل الفئات في هذا الصرح، منهم المهتمون بالأدب والشعر والعلم، فكل ما تريده ستجده هنا، وهناك الكثير من الكتب المظلومة إعلاميا او اعلانيا لذلك فان هذا المعرض مهم لهذه الكتب وفرصة لتسويقها بصورة صحيحة».

تضيف حسين، ان «الاهتمام بالكتاب والقراءة هو التوجه الصحيح، ويجب على كل رجل لديه عائلة تشجيع اطفاله على الكتاب والابتعاد عن الموبايل والأجهزة اللوحية بشكل عام، فالعائلة وعند زيارتهم للمعرض وبالرغم من اختلاف أعمارهم الا ان جميع افرادها يحتاجون الى هذه الفسحة الثقافية المهمة في حياتهم بين الحين والآخر، بالتالي هم أصل المجتمع، بالإضافة الى نقطة مهمة وهي ان الكتب في بعض دور النشر عليها عروض، وهذه ايضا نقطة تشجيع وتجذب القراء للشراء واقتناء الكتب». منوهة «انا من محبي كتب إبراهيم الفقي، ووجدتها موجودة في المعرض كما الملايين من العناوين المميزة».

للأطفال نصيب

بينما وضح المهندس احمد غلامي المدير المفوض لشركة الذاكرة، ان «المعرض ناجح كونه ينظم من قبل مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، ونحن نعرف جميعا هذه المؤسسة وامكانياتها، في نشر الثقافة». مشيرا الى، ان «الاقبال على المعرض كبير جدا من قبل العائلات، فهو يستقطبهم من خلال فعالياته المتنوعة، امام الاطفال وبسبب شبكة الانترنت فلديهم اطلاع واسع على أحدث الكتب».

يكمل غلامي، ان «ابنتي سدن وهي في الصف الخامس الابتدائي، فاجأتني في أحد الأيام برواية عنوانها «ارض زيكولا»، وهي رواية جميلة جدا تتحدث عن شخص لا يتعامل بالمال وانما يتعامل بالذكاء، أي انه يعطي فكرة مقابل الشيء الذي يأخذه».

يتابع غلامي لـ(ملحق المدى)، ان «المعرض متنوع وفيه اجنحة خاصة بالأطفال، والألعاب التعليمية، اما خارج المعرض فهناك الكثير من الكتب التي لا تجدها في في أي مكان، فمن الصعوبة ان تأخذ العائلة جميعها الى مكتبة معينة، لكن في المعرض الموضوع يختلف، اذ انه يعطي مساحة كاملة للعائلات بأجواء مميزة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top