
زين يوسف
استكمالا لمنهاج الندوات في معرض أربيل الدولي للكتاب أقيمت ندوة بعنوان «العلاقات الفلسطينية الكوردية: تقاطعات الهوية والنضال في مواجهة التحديات الإقليمية»، تحدث فيها السياسي الفلسطيني البارز، ياسر عبد ربه وحاوره د. محمد إحسان.
تحدث عبد ربه عن العلاقات العربية – الكوردية وعن ابرز المحطات المفصلية بين الشعبين قائلا ان «هذا المعرض وجهود مؤسسة المدى تساهم أيضا في مد الجسور على المستوى الثقافي وعلى المستوى المعرفي بين القضية الوطنية الكوردية وأيضا قضية الديمقراطية في العراق والتقدم نحو بناء دولة ديمقراطية، ومن جانب اخر بين نضال مختلف شعوب المنطقة والشعوب العربية بالذات بما فيها الشعب الفلسطيني في سبيل استكمال التحرر الوطني والتقدمي».
وأضاف ان «الذاكرة الفلسطينية مشبعة بعلاقات ذات طابع تاريخي بين الشعبين الفلسطيني والكوردي، وان سألت الفلسطينيين عن الكورد سيكون جوابهم المباشر «صلاح الدين»، الذي أسهم بشكل فعال في تحرير القدس وفي الحد من الهجمة الصليبية على فلسطين وفي انقاذ الهوية العربية لفلسطين في مرحلة كان الغرب كله يتكاتف من أجل اقتحام هذا المكان واقتحام هذا الوطن وتغيير معالمه وطابعه وانتمائه لبقية المنطقة».
وأكد ان «صلاح الدين في فلسطين لم يكن ظاهرة عابرة بل كان مرحلة مهمة من مراحل نضال الشعب الفلسطيني الوطني وكان جزءا من مساندة صلاح الدين انه ثبت بعض العشائر الكوردية في فلسطين وآثارها باقية حتى اليوم».
وبين عبد ربه انه «في العصر الحديث بين حركة المقاومة الفلسطينية وبين الحركة الوطنية الكوردية التي كانت تقاتل من اجل الحصول على حقوق الشعب الكوردي والقضاء على كل الوان الاضطهاد القومي الذي تعرض له الشعب الكوردي ليس في بلد واحد وانما في عدة بلدان في المنطقة كانت هناك علاقات وثيقة بعضها لم يكشف عنه وبعضها امكن التصريح به بين مرحلة وأخرى، ولكن لم تكن علاقاتنا مع بعض الأنظمة العربية وحتى مع النظام الحاكم في العراق في ذلك الوقت تشكل حاجزا دون قيامنا بواجبنا في دعم ومساندة نضال الشعب الكوردي سواء داخل العراق او في بلدان أخرى من اجل حقوقه القومية».
وقال عبد ربه ان «هناك أوجه تشابه عديدة بين الشعبين.. فالشعبان حاربا ومازالا يحاربان من اجل إزالة الاضطهاد القومي وضد الطابع العنصري ومن اجل محاربة الاقتلاع من ارض الوطن والتمكن من الحصول على حق تقرير المصير بما يصل الى درجة حق الاستقلال على ترابنا الوطني، وهذا العنوان يوحدنا ويوحد كفاحنا وكان يوحد رؤية أجيال من المناضلين الفلسطينيين في علاقتهم مع المناضلين الاكراد في مختلف المراحل التاريخية المعاصرة وليس عبر ارث ورثناه من التاريخ الماضي».
عن ما يعنيه تاريخ 7 أكتوبر لعبد ربه تحدث قائلا، ان «7 أكتوبر كان نتيجة وضع يتدحرج اكثر فأكثر نحو انفجار تلا عدة انفجارات قد سبقته منذ مطلع القرن وقبل ذلك وغزة كانت بمثابة سجن إسرائيلي منذ ما قبل الاحتلال عام 1967 وتكرس هذا السجن بعد الاحتلال في مساحة ضيقة من الأرض لا تتجاوز 360 كيلو مترا مربعا، وإسرائيل زرعت في قلب هذه الأرض المكتظة بسكانها، ويقال إن غزة هي اكثر المناطق في العالم كثافة سكانية، وقامت إسرائيل بزراعة مستطونات في هذه الأرض واقتطعت خيرة مناطق غزة الزراعية بالرغم من ضيق هذه المساحة لتقيم عليها منشآت زراعية لها واقامت عدة نقاط عسكرية من حدود مصر جنوبي غزة حتى حدودها في الشمال وهذا السجن الصغير لفلسطينيين وصل عددهم الى مليوني نسمة».