
أربيل / زين يوسف
يستمر معرض أربيل الدولي للكتاب بإقامة الفعاليات المختلفة وعقد الندوات المتنوعة وهذه المرة عقدت ندوة بعنوان «دور الفن في إثراء الهوية الوطنية» تحدثت فيها الفنانة التشكيلية المصرية نازلي مدكور وحاورتها ماريان دحدوح.
تحدثت مدكور عن دور الفن في اثراء الهوية الثقافية قالت ان «الفن له دور في اثراء الهوية الوطنية لأنه أولا حافظ للهوية وثانيا هو معزز لها وثالثا هو محقق لها، فهو يحافظ على الهوية ويحافظ على ما عاشته الشعوب وينقل الماضي الذي عاشه شعب ما من عصر الى عصر ويعطي للشعوب شعورا الاعتزاز بالحياة التي عاشتها بتقاليدها وعاداتها من جانب اخر يقوم الفن بتطوير الهوية ويضيف لها عندما يستخدم الفنان تقنيات حديثة فيضفي جماليات جديدة على ما عاشته الشعوب في أوقات أخرى».
وأضافت ان «هناك أهمية لوجود المتاحف لان المتحف يكون حافظا ماديا لهوية الشعوب لتكون الأجيال الجديدة قادرة على رؤية كيف عاشت الناس في عصور سابقة لذلك فللفن أهمية كبيرة جدا لمساعدة الشعوب في ان يبقى لها دور في تطور الإنسانية عالميا، فعندما يحصل تطوير للهوية من خلال الفن فالشعوب تكون قادرة على الدخول للعقل الجمعي الإنساني بشكل عام».
وبينت مدكور ان «الفن يمكن ان يطور الثقافة ولا يكون فقط حافظا لها، فالفنان يرجع الى اصوله وتاريخه القديم ويحاول ان يستكشف بعض الأمور التي اخفاها الزمن فيظهرها الفنان باستخدامه لأدوات جديدة لم تكن مستخدمة من قبل مثل السينما والأداء الدرامي بشكل حديث وبعض التقنيات والأدوات سواء كانت في الفن التشكيلي او حتى في الموسيقى فينتج عن ذلك نوع من الاستكشاف لبعض سمات الهوية القديمة وكذلك يستكشف الفنان هويته الذاتية والعقل الجمعي كذلك».
وتحدثت أيضا عن الفن كونه أرشيفا وكيف يربط الفن بكل اشكاله الحاضر بالماضي ثم بالمستقبل، حيث قالت؛ إن «الأرشيف مهم جدا للهوية نفسها والفن من خلال استكشافه للماضي ومن خلال استخدامه للماضي لفضح بعض الاشكال النمطية التي تلتصق ببعض الشعوب، فيستكشف السرديات الحقيقية والفن أحيانا يقدم التعديل للسيرة التاريخية لبعض الشعوب، السيرة التي طمست من الاستعمار على سبيل المثال، بالتالي الفن يساعد على كشف السرديات الحقيقية ووضعها في النور ويواجه بها الاشكال النمطية».
وتكمل انه «على الفنان ان يحرث بحثا عن هويته. وكلمة الهوية كلمة مطاطة جدا وهي لا تعني شيئا بالتحديد فهي سمات وعادات ومزاج واصوات وروائح والوان كل شيء فيها له دلالاته ومرجعيته وكل فنان له مزاجه الخاص، فيجب على الفنان ان يبحث في الماضي ويبحث عن اصوله حتى لا يذوب بشكل كامل في حالة هلامية فيجب عليه ان يبحث في هذه الهوية، فلو عدنا الى القرن العشرين سنجد فنانين كالفنانة «بايا» من الجزائر التي اتجهت الى الفن الامازيغي وأخذت منه رموزا واشكالا أيضا هناك الفنانة «شعيبية» في المغرب والتي ذهبت الى الاشكال الشعبية وفي العراق أيضا سنجد الفنانة «مديحة عمر» و «شاكر حسن آل سعيد» حيث ذهبا الى الخط العربي وأبرزا جمالياته وأسسا مدرسة الحروفية العربية».