
أربيل – علي زيتو
تتصدر الكتب المترجمة إلى اللغة الكوردية واجهات العرض في عدد كبير من دور النشر المشاركة في النسخة السابعة عشرة من معرض أربيل الدولي للكتاب، وسط إقبال لافت من القرّاء الكورد الذين وجدوا في هذه الترجمات جسراً يربطهم بالإنتاج المعرفي العالمي في مجالات الفكر، الرواية، علم النفس، والفلسفة.
ويبدو أن تطور حركة الترجمة في السنوات الأخيرة، خاصة من اللغتين الإنجليزية والعربية إلى الكوردية، أسهم في تنويع محتوى القراءة لدى شريحة واسعة من الجمهور، لا سيما الشباب والطلبة الجامعيين الذين أبدوا اهتماماً متزايداً بهذا النوع من الكتب.
لقاءات مع الزوار:
هيوا محمد، طالب في كلية الآداب بجامعة صلاح الدين، قال في حديثه من داخل المعرض: “أبحث دائماً عن الروايات العالمية المترجمة إلى الكردية، لأنها تمنحني فرصة لفهم الثقافات الأخرى بلغتي الأم. هذا العام وجدت ترجمات جيدة لروايات هاروكي موراكامي وباولو كويلو”.
شیرین عمر، معلمة لغة كوردية، أعربت عن إعجابها بجودة بعض الترجمات المعروضة، وأضافت: “من الجميل أن نرى هذا الكم من الترجمات الجديدة، خصوصاً في مجالات التربية وعلم النفس. إنها مفيدة جداً في عملي وفي تطوير قدراتي الذاتية”.
دلشاد كاكهيي، مهتم بالقراءة، أشار إلى أهمية هذه الكتب في سد فجوة ثقافية، قائلاً: “أعتقد أن القارئ الكوردي بحاجة مستمرة إلى الاطلاع على ما يُكتب في العالم. الترجمة تحقق ذلك، وأتمنى أن تزداد الجودة والدقة في الترجمات القادمة”.
لقاءات مع دور نشر:
هوزان جلال، ممثل دار نشر كوردية، قال: “نلاحظ أن الإقبال على الكتب المترجمة في تزايد مستمر، خاصة في مجالات الفلسفة والتنمية البشرية. لذلك نحرص على اختيار عناوين عالمية حديثة وترجمتها إلى الكوردية بأسلوب مبسط وواضح”.
برزان رشيد، من إحدى دور النشر، أوضح أن: “الطلب على الترجمات يشجعنا على توسيع عملنا كل عام. هذا العام ترجمنا كتباً مهمة في العلوم الاجتماعية، وقد نفدت الطبعات الأولى خلال الأيام الأولى للمعرض”.
في المقابل، يرى عدد من الناشرين أن الاهتمام المتزايد بالكتب المترجمة يشجعهم على توسيع نطاق التعاون مع مترجمين أكفاء، واختيار عناوين جديدة تلبي اهتمامات القارئ الكوردي.
ويُلاحظ أن الإقبال لا يقتصر على الروايات والكتب الأدبية فحسب، بل يشمل أيضاً أعمالاً فكرية ونظرية معقدة، ما يعكس تنوع الذائقة القرائية وتنامي الوعي المعرفي لدى زوار المعرض.
ختاماً، يمكن القول إن حركة الترجمة إلى اللغة الكوردية تشكل اليوم رافداً حيوياً في المشهد الثقافي الكوردي، ومعرض أربيل الدولي للكتاب يمثل منصتها الأبرز للانتشار واللقاء مع جمهور قرّاء متعطش لكل جديد.