اللغة السريانية.. لغة علم وفن تقاوم الاندثار

أربيل / زين يوسف

في ثاني أيام معرض أربيل الدولي للكتاب استضافت قاعة الندوات جلسة حوارية بعنوان “اللغة السريانية: الواقع الراهن وتحديات المستقبل”، تحدث فيها د. بهنام عطا لله والباحث نينب لاماسو والأستاذ نزار حنا وأدار الجلسة بطرس نباتي.

تحدث نينب عن أصل اللغة السريانية قائلا ان “اللغة السريانية هي لغة اصيلة وموجودة منذ القدم سواء في العراق او ما يجاور العراق وكانت اللغة الرسمية في الكثير من المخاطبات اثناء الحكم في بابل او في اشور او في المناطق الأخرى التي سيطرت عليها هذه الدول، وهي مزيج من اللغة الاكدية والارامية القديمة وهنالك فرق بين اللغة السريانية الفصحى وبين اللغة الارامية لان الارامية لغة قديمة”.

وأضاف اننا “في العراق محظوظون جدا لان لدينا ثراء ثقافي ولغوي وتنوع كبير، وأود ان اذكر لكم ان اللغة السريانية هي اقدم لغة يتكلم بها العراقيون منذ القدم وهذا امر تاريخي يجب الحديث عنه”.

نزار حنا تحدث من جانبه قائلا ان “التعليم السرياني في المدارس بدأ سنة 1992 بخطوات مهمة حيث لم يكن لدينا مدارس قبل هذا الوقت في إقليم كوردستان تدرس اللغة السريانية الا مدارس قليلة جدا تم فتحها عام 1982 نتيجة إعطاء ما كان يسمى بالحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية، ثم بدأ مشوار التعليم السرياني منذ عام 1992 بالتطور بجهود الأساتذة الذين درسوا هذه اللغة ونحن بحاجة لتطوير هذه المدارس لتكون هذه اللغة متداولة”.

ويكمل ان “اليوم هناك الكثير من المواد تمت ترجمتها للغة السريانية مثل الرياضيات والعلوم وغيرها من المواد المدرسية ونحن نواصل المسيرة رغم وجود بعض الإخفاقات منذ العام 2014 لغاية الان نتيجة الازمة الاقتصادية التي يمر بها الإقليم وغيرها من المنغصات الا ان الأساتذة في مديرية التعليم السرياني استطاعوا تذليل الكثير منها”.

وبين ان “القانون الذي اقره النظام الدكتاتوري بشأن أسماء “الناطقين باللغة السريانية” كان قانونا للدعاية الإعلامية ولم يطبق بشكل رسمي، اما التطبيق الذي نتحدث عنه فكان بجهود من بعض الكنائس وخصوصا كنيسة المشرق الاشورية عندما فتحوا الكثير من المدارس الاشورية التي كانت تعلم اللغة السريانية، لذلك اعتقد ان هذه التجربة فريدة من نوعها في إقليم كوردستان ويجب ان تكون نقطة نقوم بتطويرها اكثر لتنتشر في باقي مدن العراق والدول المجاورة أيضا”.

عطا الله أيضا تحدث في الندوة قائلا ان “اللغة السريانية في الآونة الأخيرة وخصوصا بعد عام 2003 بدأت تظهر بوضوح اكثر وبدأنا نرى الكتب والمؤلفات تطبع سواء عن طريق الدولة واتحاد الادباء والكتاب السريان واتحاد الادباء والكتاب العراقيين والمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، اما في السابق فلم يكن هناك اهتمام كبير جدا في هذا الجانب من اللغة السريانية وكما قال الأساتذة ان القرار في النظام السابق كان حبر على ورق فقط، كذلك اغلب الادباء الذين كتبوا القصيدة باللغة العربية هم لا يعرفون الحديث باللغة السريانية لذلك لم نر اللغة تتطور الا في الآونة الأخيرة، واعتقد ما حصل سابقا بعدم نشر هذه اللغة هو السبب في تأخر تقدمها والحديث عنها ليعرفها الجميع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top