«المرأة المثقفة ودورها في النهضة المجتمعية» في معرض أربيل الدولي للكتاب

بغداد – تبارك عبد المجيد

في أجواء معرض أربيل الدولي للكتاب، تم تنظيم جلسة حوارية مثيرة تحت عنوان “المرأة المثقفة ودورها في النهضة المجتمعية”. أدارت الجلسة الإعلامية والكاتبة العراقية إلهام عبد الرحمن، بمشاركة الصحفية والروائية الفلسطينية ليانة البدر. تناولت الجلسة دور المرأة المثقفة في تعزيز الفكر وبناء المجتمع، وتفاعل الحضور مع النقاش حول التحديات التي تواجهها المرأة وأهمية تمكينها لتحقيق التغيير الاجتماعي

بدأت السيدة إلهام عبد الرحمن الجلسة بالترحيب الحار بالحضور وبالضيفة، معبرة عن سعادتها بالمشاركة في هذا المحفل الثقافي الذي تنظمه مؤسسة المدى في نسخته السابعة عشر. ثم قدمت السيدة ليانة عبد الرحمن نفسها للحضور قائلة: «أحب تعريف نفسي ككاتبة فلسطينية لدي خمس مجموعات قصصية، خمس روايات، إضافة إلى مجموعة شعرية وأفلام وثائقية حصلت على العديد من الجوائز». وأكدت أنها ترى الكتابة وعرض الأفكار على الشاشة بمثابة متعة، مشيرة إلى رغبتها في مشاركة هذه المتعة مع الجمهور.

وفي حديثها عن «المرأة المتعلمة والمثقفة». بينت السيدة ليانه أن تعريف المرأة المثقفة يختلف من مجتمع إلى آخر؛ حيث يرى البعض أنها تلك التي حازت على شهادات أكاديمية، بينما يعتبرها آخرون القائدة في حزب سياسي أو ناشطة في المجتمع المدني. وأوضحت قائلة: «الثقافة بالنسبة لي هي الاستفادة من كل مصادر المعرفة، ويجب أن نكون قادرين على الاستفادة من كل شيء يمكن أن يساهم في تطوير الفرد والمجتمع. الثقافة ليست محصورة في أداة واحدة، بل هي منظومة شاملة تشمل كافة القضايا المجتمعية».

ثم انتقلت السيدة ليانه للحديث عن التحديات التي تواجه المرأة في المجتمعات المختلفة، مشيرة إلى أن التحديات التي تواجه المرأة في الشرق الأوسط تختلف كثيرًا عن تلك التي تواجهها النساء في الدول الغربية. وأكدت أن المرأة في مجتمعاتنا تواجه العديد من القيود التي تعرقل تطورها، ليس فقط على المستوى الفردي، ولكن على مستوى المجتمع بأسره. وأضافت: «الاتفاقيات العالمية التي تحمي حقوق المرأة لم تكن كافية لتغيير واقعها. فقد جاءت هذه الاتفاقيات بمستوى أعلى من الواقع الذي تعيشه شعوبنا البسيطة، التي تواجه العديد من المعوقات الاجتماعية والسياسية التي تحول دون تمكين المرأة وتطويرها».

وأوضحت ليانه أنه على الرغم من التحولات الإيجابية في بعض المجتمعات العربية، إلا أن هناك العديد من العوائق التي تمنع المرأة من تحقيق طموحاتها. وتحدثت عن الفرص الكبيرة التي توفرها التكنولوجيا الحديثة للنساء، حيث بدأت العديد من النساء في الدخول إلى مجالات كانت مغلقة أمامهن في السابق، مثل الفضاء والذكاء الاصطناعي وصناعة الأدوية. وقالت: «هذه المجالات العلمية تفتح فرصًا جديدة للنساء، وتساهم في تغيير الوعي المجتمعي نحو قدرة المرأة على التفوق والابتكار في جميع المجالات».

وفيما يتعلق بالواقع في كوردستان العراق، تحدثت السيدة إلهام عن التقدم الملحوظ الذي تحقق في تمكين المرأة خلال السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن العديد من النساء قد وصلن إلى المناصب القيادية والسياسية، وساهمن بشكل كبير في التطور الاجتماعي والسياسي في الإقليم. خاصة في 25 سنة الأخيرة.

وفي ختام الجلسة، أبدت السيدة ليانة البدر رأيها في دور المجتمعات الغربية في تمكين المرأة، مشيرة إلى أنه رغم ما يبدو من حرية للنساء في هذه المجتمعات، إلا أنهن ما زلن يتعرضن للتمييز والاضطهاد. وأضافت أن الفرق بين المجتمع الغربي والمجتمع الشرقي ليس دائمًا كما يظهر، وأن النساء في كلا الجانبين يواجهن تحديات كبيرة تتعلق بالمساواة والحقوق.

اختتمت الجلسة بتأكيد على ضرورة تبني نهج شامل لدعم المرأة، لا يقتصر على الاتفاقيات الدولية فقط، بل يشمل أيضًا التغيير الداخلي في المجتمعات من خلال التعليم والثقافة والوعي الجماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top