
المدى/ أربيل
في إطار فعاليات النسخة السادسة عشرة من معرض أربيل الدولي للكتاب، أقيمت ندوة مميزة داخل مسرح الندوات، حملت عنوات «تأثير السينما العالمية على الفيلم والدراما الكردية».
نظمت هذه الندوة من قبل مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، وشهدت مشاركة كبيرة من الجمهور والمهتمين بالفن السابع، وتحدث خلالها كل من المخرج والمنتج حسن علي والممثلة الكردية المعروفة روبار خالد.
في بداية الندوة، أكد السيد حسن علي أن « تاريخ تأسيس السينما الكردية لا يتجاوز العشرين عامًا، ومازالت في مراحلها البدائية مع عدم وصول عدد الأفلام السينمائية الكردية إلى 150 فيلمًا إلى جانب بعض الأفلام القصيرة»، أضاف أنه «بسبب هذا الإنتاج الضعيف لا يمكن تقييم السينما الكردية بشكل كاف وتصنيفها بين الدول والأمم التي لها تاريخ طويل في هذا المجال».
وأوضح علي، أن «الوقت مازال مبكرًا للحديث عن السينما الكردية وأن أي تطور يحتاج إلى بنية تحتية متينة، وأن الوضع الاقتصادي في كردستان وعدم تناسب عدد السكان مع حجم الإنتاج السينمائي يشكلان عائقًا».
ويبين أن «الوقت مازال مبكرًا للحديث عن السينما الكردية، حيث يحتاج الأمر إلى فترة زمنية أطول. وأي تطور يحدث في هذا المجال يتطلب بنية تحتية تتضمن قبول الجمهور للأفكار والسيناريوهات التي تطرحها السينما. بالإضافة إلى ذلك، يُعوِّق الوضع الاقتصادي في كردستان إنتاج الأفلام السينمائية، فضلاً عن عدم تناسب عدد سكان الإقليم مع حجم أي عمل سينمائي، مما يؤدي إلى عدم تغطية إيراداته في دور العرض تكاليف الإنتاج وأجور الممثلين».
واتفق علي مع النقد الذي «يُوجه لبعض العادات والتقاليد التي مازالت سائدة في المجتمع الكردي، إذ تُعوِّق هذه العوائق تطور السينما والإنتاج السينمائي، خاصةً فيما يتعلق بتقديم مشاهد قد تتعارض مع توجه الناس. وهذا الأمر يُعرض المخرج والمنتج لانتقادات محبطة تشل حركتهما في هذا المجال».
الممثلة الكردية المعروفة روبار خالد اتفقت خلال حديثها مع هذا الرأي وقالت، إنه «من الممكن أن يتأثر الممثل والمخرج بأفلام ودراما شعوب أخرى ولكن لا يجوز تقليد الآخرين وذلك يشكل خطرًا على أداء الممثل والفريق العاملين في الإنتاج أيضًا. لذا يجب على الممثل أن يتمتع بشخصية مستقلة تميزه عن الآخرين ويجب تقمص أي شخصية بشكل يقنع المشاهد بأنه يعيش وسط قصة حقيقية نابعة من أرض الواقع».
وحول الدراما الكردية، أكدت روبار أن «الدراما الكردية هي الأخرى في بداية مراحلها، حيث يتم عرضها بشكل رئيسي خلال شهر رمضان المبارك، رغم وجود إمكانيات جيدة وطاقات إبداعية هائلة في مجال التمثيل والإخراج»، مستدركة بالقول: «ولكن الفرص قليلة».
وأشارت إلى ضرورة دعم الإنتاج المحلي سواء في الدراما والمسلسلات أو الأفلام السينمائية دون التفكير في نجاحها أو فشلها. وأضافت أن «أي سيناريو لمؤلف كردي مهما كانت ظروفه أفضل من الدراما التركية، لأن الدراما الكردية تراعي الوضع الاجتماعي للمجتمع الكردي وتتناول قضاياه التاريخية والاجتماعية».