
أربيل / زين يوسف
بحضور جماهيري كبير احتضنت قاعة الندوات جلسة حوارية مع الدكتور حسين الهنداوي تحت عنوان «توقيع وحديث عن كتاب «برعوشا – بيروسس، حامل الفكر البابلي الى العالم»، حاوره فيها د. عثمان ياسين.
استهل الهنداوي حديثه قائلا «خلال دراستي في فرنسا اثناء اعدادي لدراسة الدكتوراه كنت اصطدم ببعض الأسماء التي تأتي عرضا وبعض هذه الأسماء تحمل القابا كأنها قريبة لنا وعلى سبيل المثال هناك «ديوجين الكلداني» وعندما نبحث في هذه الشخصية نكتشف اننا امام مفكر عبقري عاش في بلاد الاغريق في أثينا تحديدا وكان رئيسا للمدرسة الرواقية في أثينا».
وأضاف ان «هناك من أربيل مفكر لاهوتي مسيحي ومن أكبر المفكرين في العالم وهو تاتيانوس الاشوري» وقد دفن في أربيل واعتقد ان الكثير من اهل أربيل لم يسمعوا عن هذا الشخص بالرغم من انه من كبار المفكرين في الفكر المسيحي ويوازي القديس «اوغسطين»، وأيضا عن طريق الصدفة عثرت على اسم اخر وهو «بيروسا الكلداني» او بيروسا البابلي ومع مرور الوقت اكتشفت اني امام مؤرخ ومفكر وعالم فلكي كبير وهو مولود في بابل ولكنه للأسف مجهول في العراق ومن النادر ان نجد شيئا عن هذا المفكر في الكتابات العربية».
ويكمل الهندواي حديثه حيث قال «اثناء الدراسة والكتابة وجدت نفسي امام شخصية مهمة جدا وهو المفكر «بيروسوس» باللاتينية وقد ترجم بالعربي الى اسم «برعوشا» واصل التسمية برعاية بعل، وبعل معناه يرعاه، وهذا المفكر عاش في القرن الثالث قبل الميلاد ولدى برعوشا كتاب مطبوع في سنة 270 قبل الميلاد وهو كتاب بحجم الف صفحة وهو مكون من ثلاثة مجلدات ومكتوب باللغة الاغريقية وموجه للفكر الاغريقي ونحن نتحدث فترة 270 قبل الميلاد وهي فترة احتلال الاسكندر المقدوني لمصر والعراق وكانت هناك دولة اغريقية في العراق وعاصمتها سلوقيا».
وأشار ان «منطقة سلمان باك شمال بغداد كانت هي عاصمة الحضارة لمدة قرن من الزمن وكان يحكمها الاغريق وهذه العاصمة السياسية عملت على جمع كافة السياسيين من مناطق مختلف من العراق القديم البابليين والاشوريين واعطتهم المجال للكتابة لذلك معظم كتاباتهم كانت باللغة الاغريقية وهذا يعني انهم استفادوا من المناهج الاغريقية في كتابة التاريخ وهي مناهج تعتمد على التحليل والبحث الموجز والمصطلحات المستمدة من الفلسفة».
وعن كون برعوشا مؤسسا لعلم التاريخ المقارن قال الهنداوي انه «في هذا الكتاب هناك جانبان أساسيان فلدى برعوشا عدة قضايا، أولا هو عالم فلك من الطراز الأول ويمتلك نظرية خاصة بالعلاقة بين الشمس والقمر وهذه النظرية هي الأساس في تقسيم الأزمنة والتقويمات وقضية الأشهر والاسابيع والساعات وهذه النظريات قديمة لدى البابليين لكنها لخصت وقدمت من قبل برعوشا، لذلك معظم الأفكار التي ينقلها هذا المفكر هي ليست بالضرورة أفكاره الشخصية بل هو كان ينقل الحضارة الى الخارج لذلك عنوان الكتاب كان «حامل الفكر البابلي الى العالم»، وبالفعل هو كان الأساس في هذا المجال ونظرياته الفلكية لغاية الان يشار لها في الكتب الغربية بأنه احد المؤسسين في توزيع الأزمنة والتقويمات التي تستعمل لغاية الان».