
أربيل / علي زيتو
نُظّمت ضمن فعاليات النسخة السابعة عشرة من معرض أربيل الدولي للكتاب ندوة أكاديمية بعنوان “جامعة صلاح الدين بين الماضي والحاضر والمستقبل”، تناولت تاريخ الجامعة وتطورها ومكانتها العلمية، بمشاركة عدد من مسؤولي الجامعة وممثليها، وبإدارة الدكتور آزاد عزيز سليمان.
الندوة، التي أقيمت بحضور نخبة من الأكاديميين والطلبة والمثقفين، شكلت مناسبة لتسليط الضوء على دور جامعة صلاح الدين، أعرق الجامعات في إقليم كوردستان، ودورها في ترسيخ أسس التعليم العالي والبحث العلمي في المنطقة.
جامعة تتحدى الظروف
استهل الحديث الدكتور كامران يونس محمد أمين، رئيس جامعة صلاح الدين – أربيل، بالإشارة إلى الهيكل الأكاديمي المتنوع للجامعة، موضحًا أنها تتكوّن من 16 كلية و86 قسماً علمياً، مضيفًا: “رغم الأزمات الاقتصادية الصعبة التي مررنا بها خلال السنوات الماضية، فإن كوادر الجامعة، من أساتذة وموظفين، أظهروا صمودًا كبيرًا، وتمكنوا من مواصلة أداء واجبهم العلمي والبحثي دون انقطاع.”
وأكد الدكتور كامران أن الجامعة استطاعت تحقيق تقدم ملحوظ في التقييم العلمي على مستوى العراق والمنطقة، مضيفًا: “تمكّنا من إصدار مجلات علمية محكمة، ولدينا اليوم مركز دراسات مستقل تابع للجامعة، وهذه إنجازات نعتز بها وتؤكد رسوخ موقع الجامعة علميًا”.
أما الدكتور شريف مولود شريف، مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية والدراسات العليا، فقد ركّز في حديثه على التطور الأكاديمي والتوسّع في برامج الدراسات العليا، قائلاً: “نعمل بشكل مستمر على تحديث مناهجنا وبرامجنا البحثية، وهناك تعاون وثيق مع الجامعات العالمية من أجل تطوير مهارات الطلبة والباحثين في كافة الاختصاصات”.
وأشار إلى أن الجامعة تولي اهتماماً خاصاً بجودة البحث العلمي وربط مخرجاته بسوق العمل واحتياجات المجتمع، مؤكداً أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على تعزيز التخصصات النادرة وتوسيع نطاق البحث التطبيقي.
الإدارة والتمويل
وفي المحور الإداري والمالي، تحدّث الدكتور حسين سعدي، مساعد رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية، موضحاً أن “الجامعة واجهت صعوبات مالية في السنوات الماضية، لكننا نجحنا في إعادة تنظيم الموارد وتحسين الأداء الإداري”.
وأضاف: “عملنا على إنجاز العديد من المشاريع العلمية المهمة رغم الصعوبات والتحديات الاقتصادية التي واجهت اقليم كوردستان خلال السنوات الماضية وقد نجحنا في ذلك إلى حد كبير وسط وجود الكثير من المشاريع المستقبلية التي تسعى الجامعة إلى تحقيقها».
أجمع المتحدثون على أن جامعة صلاح الدين تمثل ركيزة أساسية في مشروع بناء الإنسان في إقليم كوردستان، وهي مؤسسة تعليمية عريقة تقاوم التحديات وتواكب التحولات، وتعمل على بناء جيل أكاديمي واعٍ ومؤهل.
وقد حظيت الندوة بتفاعل واضح من الحاضرين الذين ناقشوا مستقبل التعليم العالي وآفاق تطويره، مع التأكيد على أهمية الاستثمار في البحث العلمي وربط الجامعات بمراكز صنع القرار.