
أربيل / المدى
في ممرات معرض أربيل الدولي للكتاب، لا تتوقف حركة الزوّار، ولا تخفت الأسئلة التي يحملونها معهم، وأبرزها: ما الذي يهم القارئ العراقي اليوم؟
إياد حسن، عن دار “نصوص”، يلاحظ تغيراً لافتاً في توجهات القرّاء، ويقول لـ(المدى): “لم يعد القارئ يشتري الكتب لمجرد شهرة المؤلف أو العنوان، بل يفتّش عن مضمون يمس قضاياه اليومية واهتماماته الفكرية. كتب الهوية والنقد الثقافي تشهد إقبالًا واضحاً”.
أما كاظم، من دار “الرافدين”، فيؤكد أن القارئ أصبح أكثر تنوعاً في اختياراته، ويضيف: “هناك من يشتري كتاباً في الفلسفة وآخر في الرواية وثالث في السياسة في زيارة واحدة. هذا التنقل بين الحقول المعرفية يعكس تطوراً حقيقياً في الذائقة الثقافية”.
من جانبها، ترى هبة، من مكتبة “آشور بانيبال”، أن كتب السيرة والتجارب الذاتية تحتل مكانة خاصة هذا العام، وتوضح: “القصص الشخصية التي تتحدث عن التحديات والتحولات تجد صدى كبيرًا لدى القارئ، خاصة فئة الشباب الباحث عن الإلهام».
وفي حديث مع زائرتين من الموصل، تقول أم قصي وهي معلمة: “أبحث عن كتب تربي الفكر وتعزّز الثقة بالنفس لدى أبنائي، خصوصاً في هذا الوقت”.
بينما تضيف شيرين، طالبة جامعية: “أميل للكتب التي تفتح لي أفقاً جديداً بلغة بسيطة لكنها عميقة. لا أحب التعقيد الذي يعزل القارئ عن النص».
الممرات لا تكتفي بالعرض، بل تكشف لنا صورة القارئ اليوم: متسائل، متطلب، وواعٍ لما يريد.