![](https://erbilbookfair.com/wp-content/uploads/2025/01/p16_20130806_pic2-1.jpg)
أربيل/ المدى
يعتبر الشاعر شيركو بيكه س من ابرز الشعراء العراقيين وله دوواين وقصائد مميزة نشرت ومازال هناك ما ينشر عنه الى الان.
واعلن الصحفي هيوا عثمان في منشور له عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن اصدار كتاب بعنوان “مقبرة القناديل” عن دار المدى للاديب شيركو بيكه س يسرد فيها قصة الانفال، حيث ترجمه عثمان الى العربية.
ويقول عثمان “في هذه الملحمة رأى شيركو كلّ القناديل، وكل فتافيت العظام في سجن نقرة السلمان، وسمعها وهي تروي له كل شيء”، مؤكدا ان “مقبرة القناديل هي آخر ترجماتي، وكان يفترض ان تكون في نهاية طابور النشر، ولكن كل ما فيها من صيحات وصرخات وآلام وآمال، تطلب مني ان تتقدم على القصائد الأخرى وتطبع أولاً”.
وبين عثمان “جميع أبطال هذه الرواية هم الآن في القبور، وما زالوا يجهلون السبب. ولذا قرروا ان يبدأوا رحلتهم الجديدة ويسألوننا، نحن الذين لسنا في القبور معهم:
ماذا حدث؟
كيف حدث؟
ولماذا حدث؟
اللغة الكردية مازالت في مأتم الانفال.
على أمل ان تبحث اللغة العربية عن الاجابات.
وكشف عثمان ان “الكتاب سيكون متوفرا في جناح دار المدى خلال المعرض الدولي للكتاب في اربيل، من ١٧-27 نيسان ٢٠٢٤”.
شاكرا في الوقت ذاته الفنان ضياء العزاوي على عمله الكريم حيث أنجز الغلاف والرسومات الداخلية، وكذلك الروائي علي بدر الذي كتب المقدمة.
بيكه س الذي ولد في 1940 ورحل عام 2013، يعتبر والده فائق بكه س وهو أحد الشعراء الكورد المشهورين ومناضل وطني وأحد قادة انتفاضة السادس من أيلول عام 1930 الذي كلفته السجن، ثم الإبعاد إلى جنوبي العراق. كان والده أيضًا من مناصري حرية المرأة ومتأثراً بطروحات قاسم أمين وشعر الرصافي والزهاوي وشعراء تلك الحقبة. والدته في العقد الثامن من عمرها تعيش وأخته في الولايات المتحدة الأميركية، وكان لها دور في ولادة الشاعر، حيث ورثته معرفة ومحبة اللغة الكوردية من خلال الأساطير والحكايات الشعبية التي كانت ترويها له ولأخواته، ومن خلال الأغاني الكوردية التي كانت تغنيها لهم عند حلول الليل. تابع دراسته المدرسية في مدينة السليمانية حيث التعليم كان يتم باللغة الكوردية ما عدا مادة اللغة العربي التي كانت تدرس كلغة ثانية. انضم للعمل السياسي مع الحركة الكوردية، وصدر له أكثر من 35 ديوانا شعريا.
ورث شيركو بيكَه س عن والده القصيدة والشعر والنضال، وعن والدته حب اللغة الكوردية، فأتت تجربته النضالية والشعرية مبكرًا. فالأنظمة العراقية التي توالت حكم العراق اشتهرت بجبروتها وقسوتها وزرعت في نفوس الناس وخاصة الشباب الخوف وانعدام الطمأنينة. وهذا ما دفع الكثير من الشبان إلى اللجوء إلى الجبل والالتحاق بفصائل المقاومة الكوردية في الجبل للدفاع عن العدالة والقضية الكوردية. هذا ما حصل لشيركو بكه س الذي التحق سنة 1965 بفصائل المقاومة. وكتب في هذه البدايات الستينية قصائد لها علاقة بالمقاومة والوطنية متأثرا بالشعر العربي والشعر الفلسطيني بصورة خاصة.
من قصائده المميزة قصيدة
الجذر
في الغابة هذه
يوم قلتُ: إني الشجرة الوحيدة
التي يأكل منها الله
بَعدَها
نشبت الحروب!
في الجبال هذه
يوم قلتُ إني الجبل الوحيد الشامخ
الذي تشرق عند ذروته شمس الحياة
مذ ذاك
نشبت حرب الجبال.
بين الجياد هذه
يوم قلتُ: إني الجواد الوحيد
ذو الصهيل الأصيل
بَعْدَها
نشبت حرب الجياد!
يبدو ان الدماء هذه لن تنطفئ حتى
أوقدُ حقيقة داخل رأسي:
إني لستُ وحدي الجمال والالوان كلها.
إني لستُ وحدي الشمس والأشعة كلها.
إني لستُ وحدي الجياد والصهيل كلها.