المدى/خاص
نظمت مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، خلال معرض اربيل الدولي للكتاب، جلسة حوارية بالتعاون مع جامعة صلاح الدين، تحت عنوان دور الأسرة في تربية الفرد الناجح، شارك فيها كل من عثمان محمد غريب وهو أستاذ جامعي وخطيب جامع بختياري، وفرهاد علي مصطفى أستاذ في جامعة صلاح الدين، ومساعد رئيس الجامعة لشؤون الطلبة وتانيا نورالدين أستاذة في كلية التربية الأساسية بجامعة صلاح الدين وأدار الجلسة الحوارية أحمد محمود سيدوك، وعرف الأسرة في مستهل الجلسة بأنهامن أهم جماعات المجتمع البدائية والتي تتكون من أفراد تربط بينهم صلة الرحم بالمفهوم السمائي والإنساني
ويقول عثمان محمد غريب المعروف بعثمان هلبجيي، في حديثه خلال الجلسة الحوارية، إن مشروع الزواج من أقدم المشاريع الناجحة والمباركة وعنوان للتضحية والوفاء، مضيفاً أن المرأة في منظومة الأسرة هي زينة الدنيا وحبيبة المصطفى وأمانة الرب وقلعة الرجال وهي ناكرة لذاتها وهناك من يقول إن الزواج هو سجن النساء الا أنه وصف الوالدين بأساس تكوين أسرة ناجحة وأنهما من أكبر المضحين فيها من أجل أولادهم فقط دون مقابل
تعتبر الأسرة البيئة الطبيعية والأساسية والمحطة الأولية في حياة الفرد الاجتماعية، فهي تحتل المرتبة الأولى في توفير الرعاية المتكاملة له، وفي تزويده بآليات ومهارات التكيف الاجتماعي من خلال ممارسة وظيفتها الرئيسية ألا وهي التنشئة الاجتماعية؛ وذلك بتهيئته للحياة بما يكفل له التكيف مع بيئته الاجتماعية
من جانبه، يقول فرهاد علي خلال حديث الجلسة الحوارية، إن هناك أسر متفككة مبنية على أسس خاطئة ومفاهيم لاتستدل على التربية الصحيحة التي تعتبر مفتاح نجاح مستقبل الأجيال من خلال تعبئة مهارات الطفل اللغوية والعقلية والجسدية بعيدا عن النقد المستمر
ويردف علي، أن هناك أخطاء من بعض الوالدين في تقديم النصح والمشورة الى أولادهم وفق منظور كلاسيكي قديم لاينسجم مع تطورات العصر والزمن الحالي فعلى سبيل المثال عندما يصاحب شاب في أسرة ما أصدقاء سوء ويسهر الليالي في المقاهي وغير ذلك من الأمور، يقترح الوالدين عليه الزواج من أجل تعديل مسار حياته وهذا خطأ بل العكس هو الصحيح، الأول العمل على تعديل المسار الخاطئ وابتعاده عن أصدقاء السوء ثم التفكير بالزواج
ويوضح، أن الوالدين يتحملان المسؤولية الأكبر في تربية الطفل إلى جانب المدرسة والمسجد وأجهزة الموبايل التي دخلت ضمن منظومة العلاقات حالياً بقوة
تعد الأسرة أهم خلية يتكون منها جسم المجتمع البشري إذا صلحت صلح المجتمع كله ، وإذا فسدت فسد المجتمع كله، في كنفها يتعلم النوع الإنساني أفضل أخلاقه تتوحد الاسرة بابنائها في ظل المقومات الربانية من سكن القلب واطمئنان النفس وراحة الضمير وحيث تضفي على أبنائها خصائصها ووظيفتها
إلى ذلك، تقول تانيا نور الدين في حديثها اثناء الجلسة الحوارية، إن الكثير من الأسر حالياً يوكلون المدارس أو رياض الأطفال مسؤولية تربية أولادهم وهذا مفهوم خاطئ لا ينسجم مع توزيع أدوار التربية خلال ساعة في اليوم
وتتابع نور الدين، أن الوالدين يتحملان أكبر قدر من المسؤولية خلالها، مشددة على ضرورة متابعة الأولاد من قبل إولياء أمورهم ليس فقط من ناحية التعليم بل حتى في العلاقات الشخصية خارج المؤسسة التعليمية والآن مع وجود التكنولوجيا ودخولها الى غرف خاصة باتت المسؤولية أكبرعلى عاتق الوالدين
كما تمثل الأسرة الدائرة الاجتماعية الأولى بالنسبة للأبناء، حيث يتعلمون من خلالها مشاعر الحب والاحترام الضرورية في التعامل مع الآخرين في المجتمع ككل، ويُمكن تعزيز ذلك عند الأبناء من خلال قضاء وقت ممتع معًا، سواءً بتناول وجبات الطعام أو مشاهدة التلفاز، حيث يُساعد ذلك على تعزيز التنمية الاجتماعية الصحيحة بشكلٍ كبير