
أربيل / زين يوسف
ضمن منهاج فعاليات معرض اربيل الدولي للكتاب أقيمت ندوة بعنوان “الترجمة في زمن الأزمات ودورها في تشكيل الوعي”، تحدث فيها المترجم ثائر ديب وادار الحوار خالد جميل محمد.
عن الدور الفاعل للترجمة في زمن الازمات قال ديب ان “علينا أولا ان نربط بين الترجمة والازمة بشكل عام، فالترجمة بحد ذاتها دوما في أزمة لأنها نوع من التحدي، تحدي النقل من لغة الى لغة أخرى وهي تواجه هذا التحدي لأنها ليست فقط مجرد نقل من قاموس الى قاموس اخر بل هي نقل من كلام بشر موجودين خارج القواميس الى كلام بشر اخرين مختلفين بأشكال تعبيرهم ومفرداتهم عن الشعب الذي ينقل اليه هذه الخطابات فبالتالي الترجمة في أزمة تحدي منذ البداية”.
وأضاف ان “للترجمة عدة أزمات أخرى وهي ان الترجمة عادة ما تكون عبر طريق من مجتمع لحاجة لمعارف الاخر الذي سبقه على درب الحضارة الى لغته التي هي موجود الى الوراء قليلا او كثيرا على درب هذه الحضارة، بالتالي الترجمة دائما مطروحة في وضع أزمة لأنها مطروحة من أجل النهضة من اجل نهضة شعب الى مراحل لم يصلها بعد”.
وفيما يخص دور الترجمة في تشكيل الوعي بين ديب ان “الترجمة تتم عادة وليس دائما من خلال ان المتقدم يترجم من المتأخر ولكن قليلا جدا بالقياس بما تترجمه الشعوب المتأخرة من المتقدمة، وعلى سبيل المثال الثقافات الإنكليزية لا تترجم كثيرا وانما تكتفي بما تكتبه وما تؤلفه بينما الشعوب المتأخرة هي التي تلجأ الى الترجمة والنقل بالتالي هذه الترجمة تتم من حالة متقدمة الى حالة متأخرة هذا بحد ذاته وقبل أي شيء اخر يساهم في زيادة الوعي”.
وأكمل ان “المسألة الثانية عندما نكون أمام مترجمين مقتدرين ليس ادائيا فقط وليس بالنقل من لغة الى لغة وانما مثقفين يعرفون مواقفهم ويعرفون أدوارهم في الثقافة وعادة ما يكون هؤلاء المترجمون متميزون بالحس النقدي بالتالي بحس الاختيار الصحيح وبالرغبة بنقل المعارف الناقدة وليس المعارف التقليدية، وهذا الفكر النقدي وهذا الحس النقدي والاختيار النقدي المتعلق بماذا ننقل من ثقافة الى ثقافة هو العامل الحاسم في زيادة الوعي وهو ليس نقل مواد من لغة الى لغة بقدر ما هو نقل مناهج وطرائق تفكير تؤسس لنهضة تأليفية”. وتحدث ديب عن مشاريع الثقافة العربية في مجال الترجمة وعن مشاريع المكتبة الكوردية قائلا انه “اذا كان هناك ميزان تجاري للترجمة فهذا الميزان مختل الى حد بعيد لصالح الثقافات التي تكتب بالانكليزية ثم بالفرنسية وعموم اللغات الاوروبية بينما لا يترجم هؤلاء من اللغات الأخرى الا القليل، اما نحن فنترجم ما يريد القوي ان نترجمه عادة وما يفرض نفسه في السوق العالمية للترجمة اذا افترضنا ان هنالك سوقا، فأنا الان اشبه الترجمة بعملية اقتصادية وهي حاضرة بوصفها عملية تجارية، فبالتالي إصرار شعوبنا المختلفة على الترجمة من اللغات القوية ذات الحضور العالمي والمتقدمة أيضا علميا وادبيا وتقنيا سواء على مستوى الادب او على مستوى العلوم الأخرى فهذا يقلل الترجمة فيما بيننا وبالتالي يحرم العالم من تنوع غني ومهم جدا فقط لأننا نريد ان ننقل من الثقافات الغربية المتقدمة”.