
أربيل / علي زيتو
في اليوم الثاني من فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب بنسخته السابعة عشرة، شهدت أروقة المعرض توافد آلاف الزوار من مختلف الأعمار والفئات، وسط أجواء ثقافية مميزة واهتمام واسع من القرّاء الكُورد، الذين عبّروا عن رضاهم الكبير عن التنظيم وأسعار الكتب والتخفيضات التي قدمتها دور النشر.
زائرون يشيدون بالتنظيم والأسعار
يقول دلشاد، أكاديمي من أربيل:
“أنا أزور المعرض كل عام، لكن هذه الدورة تتميز بتنظيم أفضل ومساحات عرض أوسع. لاحظت وجود تنوع كبير في العناوين، خاصة في مجالات الفلسفة والعلوم السياسية، والأسعار في متناول الجميع، خصوصاً مع الخصومات التي تصل إلى 50% في بعض الدور”.
من جانبه، قال شيركو قادر، موظف حكومي جاء بصحبة أطفاله للمعرض منذ اليوم الأول:
“جميل جداً أن يكون هناك مكان بهذا الحجم والثقافة في أربيل. جلبت أطفالي ليختاروا كتبهم بأنفسهم، ووجدت أن الأسعار مشجعة جداً مقارنة بالسنوات الماضية. اشتريتُ أكثر من عشرة كتب بمبلغ لم أكن أتوقعه”.
روژان عبدالرحمن، طالبة في كلية الآداب، ركّزت في حديثها على أهمية توفير كتب باللغة الكوردية:
“أجمل ما في هذه الدورة هو الاهتمام الواضح بالكتب الكوردية، سواء في مجال الرواية أو الشعر أو الفكر. الخصومات ساعدتني كثيراً في شراء كتب كنت أحتاجها لدراستي. أتمنى أن يستمر دعم اللغة والثقافة الكوردية بهذه القوة”.
بدوره قال هيوا ريباز، مهتم بالأدب:
“لاحظتُ مشاركة دور نشر من دول متعددة، وهذا أضاف طابعاً دولياً للمعرض. اشتريت روايات عالمية مترجمة بأسعار مناسبة جداً، وهذا أمر نادر في المكتبات المحلية”.
الخصومات عامل جذب رئيسي
في حديثه، قال سوران، زائر المعرض:
“أنا أزور المعرض ليس فقط للاطلاع، بل أيضاً لعقد صفقات مع دور نشر. الأسعار والخصومات في هذه الدورة جيدة جداً، مما يشجع حتى المكتبات على الشراء بالجملة. لاحظت أن الإقبال هذا العام أعلى من العام الماضي، والناس أكثر تفاعلاً”.
أجواء ثقافية ونشاطات مصاحبة
تخللت فعاليات اليوم الثاني من المعرض جلسات توقيع كتب وندوات ثقافية، شهدت حضوراً واسعاً من الجمهور، خاصة من فئة الشباب. كما وفرت بعض الأجنحة مقاعد للقراءة السريعة، مما أضفى طابعاً ثقافياً وتفاعلياً محبباً.
أجمع الزوار على أن معرض أربيل الدولي للكتاب في نسخته السابعة عشرة يقدم تجربة ثقافية متكاملة، تجمع بين غنى المحتوى وحسن التنظيم والتسعير المناسب. وهو ما يؤكد الدور المتنامي للمعرض كمحطة سنوية مهمة في المشهد الثقافي الكوردي والعراقي.