شهادات من زوّار معرض أربيل للكتاب في يومه الخامس..بين الورقي والإلكتروني.. أيُّ كتاب يسكن الذاكرة؟

أربيل / جنان السراي

في زوايا معرض أربيل الدولي للكتاب، وبين أجنحة الناشرين الممتدة، لا تقتصر الأسئلة على العناوين والإصدارات الجديدة، بل تتجاوزها إلى ما هو أعمق: كيف نقرأ؟ هل لا تزال للورق قدسيته، أم أن الشاشة سرقت مكانه؟ (ملحق المدى) طرح هذا السؤال على عدد من زوار المعرض، فكانت الآراء متباينة، لكنها جميعاً تنطلق من علاقة حميمة مع القراءة.

أحمد التميمي، شاب ثلاثيني من بغداد، يرى أن “الكتاب الورقي يشبه الصديق القديم، ملمسه ورائحته وحتى أصوات تقليب صفحاته تُشعرني بالطمأنينة”، ويضيف: “جرّبت القراءة الإلكترونية، لكنها لا تخلق نفس الأثر”.

أما نازارين يوسف، الطالبة الجامعية من أربيل، فتميل إلى الكتاب الإلكتروني “لأنه عملي وسهل الحمل”، لكنها تعترف: “أشتاق أحياناً لتجربة الورق، خاصة عندما أقرأ رواية عاطفية أو نصًا أدبيًا طويلاً”.

بكر حمه أمين، موظف في قطاع التعليم، يؤمن أن الورقي “هو الأصل” لكنه يستخدم الكتاب الإلكتروني للقراءة السريعة أو حين يكون السفر جزءاً من يومه، ويوضح: “كل وسيلة لها وقتها، لكن التأمل الحقيقي يحدث مع الورق”.

محمد قصي، الذي جاء من الموصل لزيارة المعرض، يرى أن “القراءة الورقية تُربّي على الصبر”، ويضيف وهو يتصفح كتاباً في الجناح السوري: “حين أقرأ إلكترونياً أشعر أنني أُسرّع الزمن، بينما الورق يُبطئني لأفهم وأتذوق”.

أما لاڤا قاسم، فاختارت ألا تنحاز: “أنا أقرأ بكل الطرق، لكن أُهدي كتبي الورقية لأصدقائي، وأحتفظ بالإلكترونية على جهازي”، وتبتسم: “الورقي يُشارك، الإلكتروني يُرافق”.

في النهاية، يبدو أن القراءة ليست فعلاً منفصلاً عن الإحساس، سواء عبر ورقٍ نُقلّب صفحاته، أو شاشة نُمرّرها بإصبع. كل قارئ يحمل طقوسه، ويصنع ذاكرته مع الكتاب بطريقته.

Scroll to Top