ضمن فعاليات معرض الكتاب.. ندوة “أفضل الطرق لرعاية وتعليم الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد”


أربيل / علي زيتو

انعقدت ندوة علمية بعنوان “أفضل الطرق لرعاية وتعليم الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد” على هامش معرض أربيل الدولي للكتاب بدورته السابعة عشرة.

نظمت الندوة جامعة صلاح الدين بالتعاون مع الجهات المشرفة على المعرض، ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى نشر الوعي حول قضايا اجتماعية وصحية، وتأكيد دور الجامعة في معالجة هذه القضايا عبر الخبرات الأكاديمية. حضر الندوة جمهور متنوع من الأساتذة والمتخصصين والتربويين وأهالي الأطفال ذوي التوحد، مما أثار نقاشًا ثريًا حول سبل تحسين جودة حياة هذه الفئة وتعليمها. وقد تطرق المتحدثون الثلاثة الدكتورة بيريفان عبد الله محمد سعيد، والدكتور سيروان ولي علي، والدكتورة كوثر محمد شاكر إلى جوانب مختلفة من الرعاية والتربية الخاصة بذوي اضطراب التوحد مع عرض لأبرز الأفكار والتوصيات المبنية على البحث العلمي.

تناولت الدكتورة بيريفان (أكاديمية) النظرة الشمولية للتعامل مع اضطراب التوحد، مبتدئة بعرض عام للتوحد والتحديات التي يواجهها الأطفال المصابون وأسرهم، وموضحة أن الأطفال غالباً ما يعانون من صعوبات في التكيف مع التغيير ونقص في المهارات الاجتماعية. ثم انتقلت إلى استعراض أفضل الممارسات التعليمية؛ مشيرة إلى أهمية توفير بيئة تعليمية منظمة تدعم احتياجات الطفل، مع التركيز على نموذج برامج تهيئ بيئة صفية ملائمة وتضمن استمرارية الرعاية عبر تدريب الوالدين. كما أبرزت دور الأنشطة الحركية واللعب في جذب انتباه الطفل وتشجيعه على التعلم بطرق ممتعة وتحفيزية.

وتطرق الدكتور سيروان (أكاديمي) إلى البعد البحثي والمؤسسي لرعاية وتعليم ذوي التوحد، موضحًا وجود نقص في الإحصاءات الدقيقة لعلاج هذه الحالة، مما يحول دون وضع خطط ستراتيجية شاملة. دعا إلى إجراء دراسات منهجية على المستوى الوطني لجمع البيانات، كما شدد على ضرورة تبني ستراتيجية وطنية موحّدة تتضمن دليلًا لإرشاد تشخيص وعلاج التوحد يستند إلى معطيات علمية حديثة. كما أوصى بتوحيد بروتوكولات التدخل العلاجي والتربوي في المراكز والمدارس، وإنشاء مركز نموذجي متكامل يقدم خدمات التشخيص المبكر والتأهيل الأكاديمي والمهني تحت إشراف فريق متعدد التخصصات.

ويدورها قدمت الدكتورة كوثر (أكاديمية) كلمة تركز على الجانب التطبيقي والعلاجي، مؤكدًة أن كل طفل توحدي حالة فريدة تتطلب برامج تربوية وعلاجية مفصلة.

وركزت على فعالية المنهجيات الحديثة في تفكيك المهارات إلى خطوات صغيرة مع تعزيز السلوكيات الإيجابية بشكل تدريجي. كما أكدت على أهمية ترتيب أولويات المشكلات السلوكية وتطبيق ستراتيجيات التعزيز الإيجابي، إلى جانب تدريب الأسرة على تبني نفس الأساليب في المنزل لضمان استمرارية التقدم العلاجي.

واختتمت الندوة بتوجيه رسالة شاملة تفيد بأن تحسين واقع رعاية وتعليم ذوي اضطراب طيف التوحد يتطلب جهدًا مشتركًا من المؤسسات الحكومية والأهلية، وتضافر المعارف العلمية والخبرات التربوية. وأكد المتحدثون على ضرورة نشر الوعي المجتمعي وتطوير برامج التشخيص والتدخل المبكر، ومراجعة المناهج التعليمية وتدريب المعلمين، وإنشاء مراكز تأهيل متخصصة معتمدة على معايير علمية، وكذلك دعم الأسر وتمكينهم من خلال برامج إرشادية وتدريبية. بهذه الرؤية التكامليّة، اختتمت أعمال الندوة وسط تفاعل مثمر ومشاركات تثري الحوار حول سبل الرعاية والتعليم الأمثل لهذه الفئة.

Scroll to Top