علي حسين يناقش الهنداوي في جلسة حوارية تتناول الفلسفة وأدوارها في المجتمع

ضمن فعاليات معرض اربيل الدولي للكتاب في تقديم أهم الجلسات والندوات التي تتناول الجوانب الثقافية والسياسية والاجتماعية في البلاد والاقليم، نظمت مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون جلسة حوارية تتناول الفلسفة وادوارها في المجتمع، قدمها علي حسين وحاور فيها حسين الهنداوي.

ويقول حسين الهنداوي، خلال الجلسة الحوارية التي حملت عنوان (الفلسفة وادوارها في المجتمع)، إن «الفلسفة ليست ميدانا مفتوحا للجميع، لأنها مجال معرفي يمتلك أدوات ومفاهيم خاصة وهي مجال مهم وصعب جداً حيث أنها كانت تسمى أم العلوم».

ويردف، أن «الفلسفة لها خصوصية نوع من التسامي على المجالات المعرفية الأخرى بما تقدمه لها من الأدوات الأساسية هو المفهوم وبلا المفهوم ودقته تبقى هذا المعطيات الفكرية لكل المجالات تحمل خللاً ما».

يذكر أن الفلسفة لا تعد علما يهتم بمجال معين، بل هي التفكير في التفكير وتدبر المرء للعالم المادي والحسي وما وراء العالم المرئي والمحسوس في محاولات دائمة للوصول للحكمة وماهية المعرفة بالنفس والبيئة الخارجية المحيطة بالإنسان وما يقف خلفها من قوى محركة، ومع الوقت تتطور الفلسفة لتركز على المنطق والتحليل المفهومي، وبدلاً من الفهم.

ويوضح، أن «أي مجتمع يهمل الفلسفة هو دليل على أنه مجتمع متأخر، الفلسفة معيار حقيقي لتقدم الأمم وليست تأخذ مكانا كبيراً فقط، إنما تأخذ كل المكان أكبر وأكبر مع الوقت».

وحملت الدورة السادسة عشرة للمعرض شعار «إقرأ.. ذكاؤك ليس اصطناعياً» على أرض معرض أربيل الدولي في متنزه سامي عبدالرحمن. وأن 300 مؤسسة طباعة ونشر من إقليم كردستان والعراق والدول العربية والخارج تشارك في المعرض الذي يضم نحو مليون ونصف مليون عنوان في مختلف مجالات العلوم والآداب والفنون.

ويتابع الهنداوي، ان « الفلسفة في العراق كانت أفضل في السابق لكن لأسباب بعضها سياسي واجتماعي صار هناك تراجع بالفلسفة»، موضحاً أن «الفترة الذهبية للفلسفة في العراق تميزت بوجود مساحة من الحرية للمفكر أو المشتغل في الفلسفة وأعتقد أن الفلسفة تبحث عن الحقيقة المطلقة».

كما لعبت الفلسفة دوراً بارزاً عبر الحضارات الإنسانية، تاركة بصماتها على الهياكل الاجتماعية والسياسية واللغات والتبادلات الثقافية. ونتيجة لذلك، يشمل هذا الانضباط جميع التمثيلات المتنوعة التي أعربت عنها المجتمعات البشرية، ويستمر في تغذية دورة التأثيرات المتبادلة بين إحساسنا الجماعي بالأخلاق والقيّم.

ويكمل أن «الفلسفة لها دور كبير في صياغة المجتمع، فهي تمثل ازدهار المجتمع خصوصاً الدولة نفسها وبدون الحرية لا وجود للفلسفة.»

ويبين حسين الهنداوي، أنه «عندما تربط الفلسفة بجهة محددة تصبح تستهدف شيئا معينا وهنا تنتهي الفلسفة، والفلسفة يتم تقييدها حين تستخدم من قبل الدولة».

ويستمر معرض اربيل الدولي للكتاب لعشرة أيام ويفتح المعرض أبوابه في الساعة العاشرة صباحاً ولغاية الساعة الثامنة مساءً، وهناك خصومات على شراء الكتب تصل إلى أكثر من 50%، بالإضافة إلى خصومات على النقل لتسهيل الوصول إلى المعرض، سواء داخل مدينة أربيل والقادمين من المحافظات الأخرى.

وتدفع الفلسفة المرء للتساؤل حول مختلف الظواهر التي يمر بها وتجعله يتعقل حياته بدلاً من أن يعيشها على علاتها، وتساعده على إدراك أهدافه في الحياة وتدفعه إلى تطويرها، كما توقظه من سباته وتساعده على إدراك ماهية نفسه وحدود حريته وواجباته ومكانته في المجتمع والوجود عامة، والارتقاء بالمستوى العقلي وحل المشكلات.