
أربيل / جنان السراي
في اليوم الأول من فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب، كان شعار “العالم يتكلم كوردي” محوراً رئيسياً لاهتمام الزوار، الذين توافدوا على المعرض بشغف وحماسة. هذا الشعار، الذي يعكس الطموحات الثقافية واللغوية للكورد، لاقى استجابة واسعة من جمهور المعرض، حيث تباينت ردود أفعالهم بين الفخر والاعتزاز، وبين التفاؤل بمستقبل اللغة الكوردية في عالم يعج بالتحديات.
وعبر العديد من الزوار عن تقديرهم لهذه المبادرة، مؤكدين على أنها ليست مجرد شعار، بل هي رسالة قوية تعكس سعي المجتمع الكوردي للحفاظ على هويته الثقافية واللغوية في مواجهة العولمة والانفتاح الثقافي. يقول أحد الزوار، تيسير من مدينة أربيل خلال حديثه لـ(المدى): “هذا الشعار يعكس ما نشعر به جميعاً. كنا دائماً نرى لغتنا وتاريخنا في الظل، ولكن الآن أصبحت لدينا منصة للاحتفاء بها عالميًا. إنه فخر لنا أن نرى العالم يعترف بأهمية اللغة الكوردية وينقلها إلى الساحة العالمية».
من جهتها، ترى سعاد، معلمة من السليمانية، أن الشعار يمثل مرحلة جديدة في مسيرة الثقافة الكوردية، حيث تضيف لـ(المدى): “الشعار ليس مجرد كلمات، بل هو تجسيد لواقع بدأنا نشهده. اللغة الكوردية تأخذ مكانها الصحيح بين اللغات العالمية، والمشاركة في المعارض العالمية بهذا الشعار تؤكد أننا قادرون على التأثير الثقافي في العالم».
وفي تصريح خاص لعادل شتات صاحب دار الكتب القانونية، قال:
“أعتقد أن ترجمة الكتب بين اللغتين العربية والكوردية تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الثقافة والفهم المتبادل بين الشعبين. ونحن بحاجة إلى ترجمة المزيد من الكتب العربية إلى الكوردية والعكس، خاصة في مجالات مهمة مثل القانون. الثقافة القانونية، على سبيل المثال، تعتبر من المجالات التي يجب أن يتم تداول المعرفة فيها بين جميع الشعوب لضمان الفهم المشترك.
الشعار “العالم يتكلم كوردي” لم يكن مجرد شعار يرفع في أرجاء المعرض، بل كان جسراً يربط بين الحلم الكوردي والواقع الثقافي العالمي. وبينما استقبل الجمهور هذا الشعار بحفاوة، بدأت محادثات عن كيفية تعزيز مكانة اللغة الكوردية في المحافل العالمية، وكيفية دعم الجيل الجديد في الحفاظ على إرثهم الثقافي.
اليوم، وبعد مرور سنوات من العمل الدؤوب للحفاظ على اللغة الكوردية، أصبح المعرض منصة عالمية للاحتفاء بهذه اللغة وفتح أبواب المستقبل أمامها، مؤكداً أن الكلمة الكوردية لن تظل محصورة في مكان أو زمان، بل ستظل تتحدث إلى العالم.