في حوار موسع.. أشرف العشماوي يشرح ظاهرة الكتب الأكثر مبيعًا

زين يوسف

استمرارا لمنهاج معرض أربيل الدولي للكتاب أقيمت ندوة حوارية بعنوان “الكتب الأكثر مبيعا، من يقف خلفها، الناشر أم المؤلف”، تحدث فيها القاص والروائي المصري أشرف العشماوي وادار الندوة عبده وازن.

عن ظاهرة الأكثر مبيعا في مصر والعالم العربي تحدث العشماوي قائلا ان “هناك أسباب ومعايير للنجاح والخفوت بعد ذلك والأسباب الأولى تكون الجماهيرية لأنك عندما تكتب بأسلوب سلس جدا فستكون قادرا على الوصول للعامة وحتى الشخص غير المحب للقراءة والذي يمسك الكتاب لأول مرة فيجد الحكاية هي المميزة فبالتالي الأكثر مبيعا يعتمد على الحكاية وعلى المشهدية فكأن القارئ يرى فيلما سينمائيا أمامه ويتخيل الأشخاص ويتعايش معهم ودائما يريد ان يعرف ماذا بعد، بالتالي هذه هي الأشياء التي تساعد الكاتب ان يكون الأكثر مبيعا وانا اشبه ذلك بالالعاب النارية التي ترتفع وتنظر اليها الناس ثم بعد لحظات تحصل العتمة والخفوت وذلك بسبب التكرار”.

وأضاف ان “القصة تعاد حتى وان اختلفت بتفاصيل صغيرة لكن القالب واحد وما يحدث بعد ذلك ان الدهشة تختفي لدى القارئ ومع التكرار يبدأ التراجع في المبيعات ويبدأ الكاتب بالاختفاء وجميعا نعلم ان اغلب الكتاب الذين ظهروا بصورة قوية جدا حصل لهم تراجع كبير، أما من يبقى فهو الأكثر تأثيرا وهو من يكون لديه القصة والمشهدية والفلسفة ولديه في كل مرة القدرة على ان يدهش القارئ بموضوعه، لذلك لغاية اليوم القارئ لا يزال يقرأ الادب الروسي لان الدهشة لغاية الان موجودة”.

ويكمل بأن “الكاتب نجيب محفوظ لغاية اليوم موجود بيننا ومبيعاته تتفوق على كتاب حاليين عل قيد الحياة ففي معرض الكتاب في مصر نجد ان مبيعات نجيب محفوظ اعلى من كتاب معروفين بالتالي هذا هو سر النجاح، عليك ككاتب ان تدهش القارئ وعليك ان تقدم الجديد دائما لكن الظاهرة نفسها أحيانا يحدث فيها خداع فأنا على سبيل المثال لو طبعت الف نسخة وهذا هو المتعارف فهناك دور تطبع 200 نسخة فقط فأنا لو وصلت لبيع 800 نسخة فأنا ما زلت في الطبعة الأولى بينما من طبع 200 نسخة سيكون في الطبعة الرابعة فهنا سينخدع الكاتب ويظن ان هذه الكاتب هو الأكثر مبيعا”.

وعن المنابع التي يستقي منها العشماوي الموضوعات في رواياته قال “انا في البداية احب الحكاية والحكي وأرى ان الرواية حتى في عصر ما بعد الحداثة او الرواية الحديثة وفكرة التجريب لو كانت منزوعة الحكاية فانها ستفقد الكثير من القراء وتذهب لقارئ نوعي جدا وهؤلاء قلة، بالتالي أي كاتب يحب ان يكون مقروءا وان تكون هناك ندوات عن ما يكتب وان تعطيه الناس الآراء فيما يكتب وان يكون مؤثرا على الاخرين من خلال كلامه ويحصل تفاعل حتى لو كان اختلاف في وجهات النظر، اما التشويق فهو مهم لأن في عصر التطور التكنولوجي ظهرت أجهزة عديدة مثل الهاتف والكومبيوتر والسينما وغيرها كل هذه الأدوات عدو للكتاب وهذه الأدوات قادرة على سحب القارئ من الكاتب”.

وبين ان “أي روائي لو كانت لديه مهنة أخرى غير الكتابة فستؤثر به كما حصل معي كوني قاضيا، ستؤثر المهنة مهما كانت طبيب او مهندس او عامل او نجار وعملي في القضاء نفعني كوني أرى الجانب المظلم من المجتمع وكوني محققا فأنا أرى الناحية النفسية وارى الضعف الإنساني وارى الشهود كيف يتحدثون والضحايا أيضا، فكل جريمة لها خصائص ولها أسلوب بالتالي استفدت من كل هذه الأمور في كتابتي لرواياتي رغم اني لم اكتب ادب الجريمة رغم انه اسهل لي لأني كنت اريد من الجريمة الناحية النفسية وتأثيرها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top