
أربيل / زين يوسف
تستمر قاعة الندوات في معرض أربيل الدولي للكتاب باستقطاب الزوار من خلال الندوات المتنوعة حيث عقدت هذه المرة ندوة بعنون «تاريخ الأحزاب الكوردية في العراق بين الأمل والإرادة»، تحدثت فيها الكاتبة والباحثة نادية صلاح عبد الشافي وحاورها الصحفي رستم محمود.
عن مرحلة انهيار الإمبراطورية العثمانية وتأسيس الأحزاب القومية الكوردية تحدثت نادية قائلة ان «الأساس لهذه الأحزاب والحركات هو الامتداد للتنظيمات السياسية التي كانت موجود أواخر انهيار الإمبراطورية العثمانية وكانت متأثرة جدا بالحراك السياسي في اوروبا في ذلك الوقت وكان الشباب الكوردي قد اطلع على الحراك السياسي في اوروبا عن طريق البعثات التعليمية، فذلك انشأ لديهم وعي باللغة الكوردية والقومية الكوردية والذي انعكس بعد ذلك بالتعبير عن رفع مستوى الوعي والثقافة لدى الكورد في تلك الفترة التي عانت منها الإمبراطورية العثمانية من اضمحلال الثقافة».
وأضافت ان «الكورد انضموا في تلك الفترة الى الجمعيات السياسية التركية التي كانت تحاول ان تثور ضد الفساد وبالفعل نجحوا ان يحققوا ذلك من خلال نشر الوعي الصحفي على يد الاسرة البدرخانية في المنفى ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى وتقسيم الإمبراطورية العثمانية على فرنسا وانكلترا بدأت في تلك الفترة تتشدد الإدارة البريطانية مع أي حركة سياسية فلم يجد الكورد مساحة لهم الا من خلال الجمعيات الثقافية».
وعن القضية الكوردية في الفترة الملكية قالت ان «منذ فترة 1922 لغاية 1926 نشأت خمس جمعيات وهي ليست بالقليل واضيف لهم نادي ارتقاء الكورد، ثم بعد اتفاقية لوزان حصل قمع ولم تحصل هذه الجمعيات على ترخيص العمل السياسي ولكنها حصلت على ترخيص العمل الاجتماعي والتثقيفي للشعب الكوردي».
وتكمل ان «في فترة الانتفاضة البارزانية الثانية ومع تأسيس جمهورية كردستان في مهاباد وصل الى الكورد الى قناعة ان الجمعيات السياسية الثقافية لم تعد تلبي مطالبهم وانهم يجب ان يؤسسوا حزبا سياسيا والحزب الديمقراطي الكوردستاني وذلك نتيجة تشرب المجتمع العراقي والساحة السياسية في كوردستان بالأفكار الشيوعية فأعطتهم متنفسا وربما سيوجد مناخ ديمقراطي يتمتع فيه الكورد بحقوق اكثر وينالوا بعض الحقوق التي سلبت منهم من خلال اتفاقية لوزان وتوابعها ومع السياسة القمعية للحكومة العراقية والتي لم تطل الكورد فقط بل طالت جميع العراقيين».
وأشارت ان «الحزب الشيوعي العراقي منذ بداية ظهوره في عام 1934 وجدوا منه متنفسا لهم وثم بدأت حملة القمع للحزب وبدأت الاعتقالات فبدأ وقتها ظهور بعض القادة الكورد في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وبدأ يتم تأسيس بعض الخلايا الشيوعية في كوردستان وهذا الامر أدى الى تنمية الفكر الديمقراطي داخل المجتمع الكوردي واعطاهم بصيح امل لتأسيس حزب مثل الحزب الشيوعي العراقي». وبينت نادية ان «الأحزاب في تلك الفترة انضمت مع بعضها لمساندة الانتفاضة البارزانية بالإضافة الى القاعدة الجماهيرية العريضة للتيار العشائري فبدأوا باستثمار هذا الزخم على مستوى الشارع الكوردي وعلى المستوى الجماهير الكوردية والانطلاق من هذه النقطة».