![WhatsApp Image 2024-04-19 at 18.12.30_bffef912](https://erbilbookfair.com/wp-content/uploads/2025/01/WhatsApp-Image-2024-04-19-at-18.12.30_bffef912-1-1024x719.jpg)
المدى/ جنان قاسم
في عمق فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب، حيث تتلألأ القصص وترقص الحروف بأنامل الناشئة، يخفق الوجود بنبض جديد، هنا، حيث الكتب تتنفس والعبارات تتكلم، يعثر الصغار على مأوى يحتضن أحلامهم الكبيرة، يتجولون بين الممرات، عيونهم تبرق بلمعان الاستطلاع والعجب، وهم يتعرفون على شخصيات قصصهم المحببة التي تنبض بالحياة عبر الصور الملونة والعناوين الفتانة.
اسيل ذات الأربعة اعوام وهي تخطو بتردد نحو أرفف الكتب، تمد أذرعها الصغيرة لتنتقي قصة مليئة بالرسوم، تسرد لها حكاية لم تعرفها من قبل، تتأمل الغلاف، تلمس الصفحات، كأنها في بحث عن رفيق جديد يأخذها في مغامرة إلى أفاق غير محدودة، فان الاطفال يتفاعلون مع الروايات بكل حواسهم، يستنشقون عبق الورق الطازج، ويستمتعون بلمسة الصفحات اللينة تحت بنانهم. في حديث مع الدكتورة رند عن اهمية الكتب والقصص للأطفال والفرق ما بينها وبين الوسائل الحديثة شبهت الاطفال بالإسفنجة، موضحة، ان الطفل يمتص كل ما يراه ويسمعه ويتأثر فيه ويكون جزءا من بناء شخصيته، ذاكرة انها وعلى الرغم من انشغالها في عملها الا انها مستمرة بمتابعة اطفالها وما يشاهدونه او يقرأونه لأنه اساس في تكوين شخصيتهم، وكما ذكر عمر وهو والد لطفلتين، فان دور الاهل مهم في غرس حب القراءة عند الأطفال، موضحا، ان الطفل يكتسب عاداته واهتماماته في سنواته الاولى من الاهل، فحين يرى الطفل والده او والدته ماسكين كتابا ويقرأون سيحرك الفضول داخله لاكتشاف ما يحتويه هذا الكتاب.
وفي حديث مع الين، وهو صاحب دار هاشيت انطوان المشاركة في هذا المعرض، حيث كان له دور محوري في إشباع هذا الشوق، يقدم للناشئة مجموعة متنوعة من الروايات والقصص التي تلائم مختلف الأعمار والميول، تُنتقى الكتب في داره بدقة لتنمية القيم النبيلة وتحفيز الصغار على القراءة والاستزادة، كما أوضح، ان للأهالي في هذا العام اقبال عالٍ على اقتناء القصص والالعاب الحسية التي تنمي قدرات الطفل في سنواته الأولى، كما بين، ان المعرض هذا العام كان مليئا بما يشبع فضول الاطفال بمختلف اعمارهم من قصص وكتب والعاب تعليمية وترفيهية في الوقت ذاته.
قالت ديني لـ(ملحق المدى)، وهي متطوعة في مركز آرا للإعلام، إن الإقبال هذا العام على الكتب المخصصة للأطفال عالٍ جداً، مؤكدة، أن مركزهم قام بتوفير ما طلبه الأهالي لأطفالهم في العام الماضي من عناوين خاصة بتعليم الاتكيت للأطفال والكتب الخاصة بسلوكياتهم، والتي تساعد الأهالي على تعليمهم بأفضل الطرق.
عماد شرف، وهو أحد المشاركين عن شركة ماس المصرية قال لـ(ملحق المدى)، خلال هذا العام كان إقبال عال من قبل الأهالي على ألعاب الذكاء التي تعمل على تقوية حواس الطفل وتزيد من تركيزه وتفاعله أثناء اللعب فيها.
طوال اليوم كانت تتصاعد الأجواء بالحماس والمشاركة، يتحلق الأطفال حول الدور، ينصتون لمختصر القصص المعروضة التي تُحكى، ويتدخلون بأسئلتهم العفوية التي تفصح عن عقول متشوقة وقلوب تتوق للمعرفة.
وبعد انقضاء اليوم الثاني للمعرض يغادر الأطفال وهم يحملون ثرواتهم الثمينة بين أكفهم، كتب تخبئ بين طياتها أسرار الدنيا وأماني الصغار، ومع كل كتاب يُطالع، تُزرع فسيلة المعرفة في فؤاد طفل، وتنمو معها أحلام جيل جديد يؤمن بقدرة الكلمات وعجائب القراءة.