![](https://erbilbookfair.com/wp-content/uploads/2025/01/D89A5504-1-1024x664.jpg)
أربيل/ المدى
أحتضن مسرح معرض أربيل الدولي للكتاب في يومه الأول ندوة لقراءة بعض الدراسات في التراث الموسيقي الكوردي، نضمتها وزارة الثقافة في إقليم كوردستان بالتعاون مع مؤسسة المدى، تحدث فيها كل من الباحث والأكاديمي د.عادل محمد كريم؛ وهو صاحب خمسة بحوث ودراسات في مجال الموسيقى والغناء الكوردي، والباحث بيكس عبدالقادر عدنان؛ وهو طالب دراسة الدكتوراه وصاحب 8 بحوث ودراسات في مجال الموسيقى والغناء الكوردي.
في مستهل الندوة، تحدث الموسيقار عادل محمد كريم عن ضعف الدراسات الخاصة بالموسيقى والغناء التراثي الكوردي، وأضاف أنه بالرغم من أن الصحف والمجلات الكوردية بدأت النشر منذ عام 1918 إلى انها لم تتطرق الى هذا الجانب الثقافي سوى في السنوات الأخيرة، وأكد بالقول إنه لم يجد مقالا واحدا في المنشورات الكوردية في بدايتها.
ويبين أن «ما كتب من مقالات لم يتعد أصابع اليد الواحدة لغاية سبعينيات القرن الماضي»، وأضاف أنه لايمكن لغير الموسيقي التمعن في هكذا مواضيع بشكل أكاديمي .
وأوضح الباحث أن «أول دراسة أو مقال كتبها الفنان الكوردي الراحل (شمال صائب) في صحيفة كلاويز عام 1949 في عددها السادس , حث فيها كل من يمتلك موهبة الغناء والموسيقى على التلحين واعتبره جنسا موسيقيا لا يقتصر على الموسيقيين أو العازفين فقط، باعتبار أن الأغنية الكوردية هي نتاج الطبيعة الجبلية للشعب الكوردي، وأن الأغنية الكوردية لاينبغي أن تبقى في النطاق المحلي بل يتوجب نقلها الى شعوب أخرى بأجمل صورها وباستخدام كلمات بسيطة وجميلة مستوحاة من وصف جمال المرأة الكوردية ووفائها».
ويتابع أن «القصائد الكوردية كانت تخاطب الوجدان الإنساني دون الحاجة لاستخدام كلمات بذيئة وخادشة للحياء، وبألحان سهلة تصل للمستمع بغض النظر عن الدين والعرق والعمر «.
وأضاف الدكتور عادل محمد كريم، أن «الباحث الياباني (ياكوتا سومورا) أعد دراسة أكاديمية خلال زيارته كوردستان عام 1976، شخص فيها جنس الأغنية الكوردية وخصوصيتها , ثم جاء الكاتب والباحث الأميركي (هينيتا كريسنس) وأعد بحثا تجريبياً بين أعوام 1958 الى 1965 عن أصول الغناء والموسيقى الكوردية من خلال مرافقته لبعض من أدى الغناء بالمقامات الكوردية لبعض العشائر الكوردية، خاصة عشيرة الدوسكي»، وأشار إلى انه «شخص خمسة أجناس من الأغنية الكوردية السريعة والحماسية التي لم ترافقها أية آلة موسيقية».
وأختتم الباحث بالحديث عن دراسة أخرى للموسيقار الكوردي (وريا أحمد) الذي جمعها في كتاب يحمل عنوان (بالبان) صدر عام 1997، دون فيها الكاتب النصوص والنوتات الموسيقية لبعض الأغنيات الكوردية التي تم انتاجها خلال الفترة المحصورة بين أعوام (1970 الى 1980 ) حفاظا عليها من الاندثار، فيما أشار الباحث الى أنه هناك اقبالا كبيرا في الأعوام الأخيرة على دراسة الأقسام الموسيقية وتحديدا الغناء الكوردي،
انتقل الحديث بعدها إلى الباحث والعازف الموسيقي عبدالقادر، حيث أكد على أهمية تاريخ الموسيقى والغناء الكوردي، مع الإشارة إلى عدم تسجيله رغم عمقه التاريخي. ويقارن بذلك بين حفظ التراث الموسيقي الكوردي والتراث الموسيقي اليوناني والروماني المدون بكل تفاصيله، مؤكدًا على أن الأغنية والموسيقى الكوردية لم تحافظ على خصوصيتها بشكل ملائم على عكس التراث الموسيقي اليوناني والروماني الذي تم تدوينه منذ نحو 2000 سنة.
ويبرز عبدالقادر دور الإيزيديين في نقل وصون التراث الموسيقي الكوردي، وذلك من خلال استخدام آلة الطمبور المرافقة للموسيقى الكوردية لمدة تزيد عن 6000 سنة، حيث يعتمد الإيزيديون على تقاليدهم الدينية في لالش كوسيلة لنقل وتعزيز التراث الموسيقي الكوردي خلال مناسباتهم الدينية.