
أربيل / المدى
في احدى ندوات الادب استضافت قاعة الندوات جلسة بعنوان «أمسية شعرية: قصائد المنافي والأحلام»، تحدث فيها الشاعر والروائي هاشم شفيق وحاوره الإعلامي عماد الخفاجي.
شفيق تحدث عن المدن والمنافي وعن بغداد ومقاهي بغداد تحديدا قائلا انه «في فترة السبعينيات كان المقهى هو عالمنا الحقيقي الذي نلجأ اليه، كان المكان الأساسي والبديل عن البيت، وبيوتنا في السابق كانت شرقية بسيطة، وكان المقهى في تلك الفترة يشكل عالما ذهبيا لنا نحن جيل السبعينيات، فنحن جيل كبير وواسع وفيه ادباء ورسامين وشعراء وكتاب رواية وقصة وموسيقيين ومسرحيين، واغلب هذا الجيل في تلك الفترة كان ينتمي الى اليسار، فكان الوضع الثقافي متميز وكنا نعيش حياة ثقافية متنوعة».
وأضاف انه «في تلك الفترة كان هنالك وجود للجيل الخمسيني كشعراء كبار مثل البياتي وسعدي يوسف ورشدي العامل ويوسف الصائغ إضافة الى العملاق الجواهري وغيرهم من الشعراء الكبار، فتلك الفترة كانت غنية جدا وكان المقهى هو الملاذ الحقيقي لنا».
ويكمل بان «اليسار كان التيار البارز في تلك الفترة فهو تيار علماني وانساني لها علاقة بقضايا المجتمع والطبقات الفقيرة فكان اغلب الشباب العراقي في تلك الفترة ينتمون او ينحدرون من فئات اجتماعية بسيطة واغلب الكتاب والفنانين في تلك الفترة كانوا ينتمون الى اليسار كمفهوم عام، وكان هناك ادباء ينتمون الى الحزب الشيوعي، ولكن هنالك شباب ينتمون لليسار العالمي، وكان الشاب العراقي يتشبه بتلك التيارات العالمية ويحاول ان يكون مثلها».
وأشار شفيق قائل ان «الامن العراقي والمخابرات في تلك الفترة يتواجدون في المقاهي مثل مقهى المعقدين وكنا نعرفهم وكانوا يأتون الى مقهى البرلمان وفي اتحاد الادباء كانوا ضمن الجسم الادبي».
وعند حديثه عن الشعر قال ان «اول اطلاع بالنسبة لي على الشعر كان المتنبي ثم احمد الصافي النجفي شدني كثيرا فهو شاعر ملهم ولديه رباعيات جميلة جدا، ربما بعض الشعراء لم يطلعوا عليه لكن النجفي لديه شعر جميل ومتنوع وذكاء بسبب المعنى الكبير والوضوح الكبير الذي يحمله بالإضافة الى ان احمد الصافي النجفي كان صعلوكا كبيرا وكان رائد رصيف ومقهى دائما تجده في المقهى فعنوان احمد الصافي النجفي هو المقهى اما مقهى «الهافانا» في دمشق او مقاهي الحمرا في بيروت».
وفي حديثه عن الترجمة قال شفيق «عندما ترجمت للشعراء فقد ترجمت لشعراء أحبهم لذلك القصيدة التي ترجمتها كانت تشبهني فعندما تقرأ القصيدة التي اترجمها تشعر بروحي فيها لأني وضعتها ووضعت عالمي وكياني فيها».
وعند الحديث عن الشعر فقد قرأ شفيق للجمهور مجموعة قصائد نذكر منها:
يبدأ الشعر مني ومني ابتداء الخيال
انا ذو القروح امرؤ القيس محتطب الكلمات وصاقلها
جندحٌ والمليك الضليل أنا والخليع
التهتك من شيمي والفروسية المستريبة قابلتي وقبيلي
سليل الملوك أنا
وسليل السكارى بهذه البطاح