
أربيل / نور عبدالقادر
على مدى تسعة أيام، تحوَّلت عاصمة كردستان العراق، أربيل، إلى منصة ثقافية نابضة بالحياة من خلال انعقاد معرض أربيل الدولي للكتاب. وقد أثبت المعرض مجددًا أن الأدب يملك القدرة على توحيد القلوب وعبر الأجيال، جاذبًا أسر وطلابًا وكبار السن على حدٍ سواء.
قدمت دور النشر المحلية والعربية والأجنبية آلاف الإصدارات التي شملت الروايات، والدراسات الأكاديمية، وكتب الأطفال المصورة، والمؤلفات العلمية، إلى جانب الإصدارات الثقافية والاجتماعية. هذا التنوع أتاح لكل زائر فرصة اكتشاف عالم جديد، فوجد عشاق الأدب الكلاسيكي ضالتهم، بينما استمتع الأطفال بفعاليات القراءة الموجهة والكتب المصورة الملونة.
كل ركن من المعرض يحكي قصة مختلفة، هكذا قالت «سرى» في حديث لـ(ملحق المدى)، وهي طالبة جامعية حضرت الفعاليات؛ «لم يكن الأمر مجرد شراء كتب، بل خضت تجربة ثقافية متكاملة ألهمتني لاستكشاف عوالم لم أكن أعرفها» .
لم يقتصر الحماس على داخل قاعات المعرض، بل امتدَّ إلى الشوارع المحيطة. فقد انتشرت أكشاك الورود والهدايا التذكارية والمجسمات التاريخية، مما أضفى جوًّا احتفاليًّا على المنطقة.
يشرح بائع الورود ازاد: وجودنا أمام المعرض فرصة لا تُعوَّض. الناس يقبلون على شراء الورود والهدايا كرمز للاحتفاء بالكتاب وفكرة المعرفة.
ساهم المعرض في تنشيط الحركة السياحية بالفطرة، إذ شهدت الفنادق والمطاعم ازدحامًا ملحوظًا، مما دفع إلى ارتفاع الطلب على الخدمات الفندقية والمقاهي المحلية. وعلى الصعيد الاجتماعي، شكّل المعرض مناسبة لالتقاء العائلات والأصدقاء، وأصبحت المنافسة على اقتناء أحدث إصدارات الكتب محور اهتمامات الجميع.
على الرغم من غياب بعض الفعاليات التقليدية مثل جلسات الحكواتي، تعوَّض هذا النقص بأنشطة تعليمية تفاعلية وكتب مصورة مُخصَّصة للأطفال، إضافة إلى ألعاب تعليمية جذابة، فتعلَّمت الأجيال الشابة عبر المرح والمعرفة معًا.
مع ايام ختام معرض هذا العام، أعلن المنظّمون عزمهما على توسيع فعاليات النسخة المقبلة عبر: زيادة عدد المهتمين بالأدب من خلال استقطاب دور نشر جديدة ومتنوعة. وتدشين ورش عمل وجلسات حوارية مع الكُتَّاب والناشرين. إضافة فعاليات ثقافية وفنية موازية جذابة للأسر والأطفال.
بالتضافر بين المكتوب والحضور، سجّل معرض أربيل الدولي للكتاب نجاحًا باهرًا، مؤكدًا أنَّ الأدب سيبقى جسرًا يربط الناس عبر الزمان والمكان.