أربيل/ جنان السراي
تجلس على المنصة بثيابها الخضراء كمتحدثة على منصة معرض اربيل الدولي للكتاب، انها المهندسة سعدية فليح رئيسة جمعية “معا لحماية الانسان والبيئة” التي تشارك في معرض اربيل لأجل توعية فئة الاطفال بأهمية الحفاظ على البيئة. “هؤلاء جيل المستقبل” تقولها المهندسة فليح وهي تنظر الى الاطفال الذين يلعبون في القسم الذي صممته الجمعية.
وتكمل، ان “تشكيلة الألعاب التعليمية هي ممتعة ومبتكرة ستساعد الاطفال في تعزيز وعيهم البيئي وتجعلهم أكثر معرفة بأهداف التنمية المستدامة”.
في الجناح الخاص بالجمعية كانت هناك العاب خاصة بالبيئة والتغييرات المناخية تباع للأطفال لغرض غرس قيم الحفاظ على البيئة داخل نفوسهم “حثهم على المشاركة والتفاعل معنا من خلال تخصيص هذه الألعاب الخاصة بالبيئة والتغييرات المناخية سيجعلهم اصدقاء للبيئة في المستقبل” هذا ما اكدت عليه المهندسة.
ومن خلال الجناح الخاص للجمعية الذي يعملون فيه على التوعية البيئية أوجدوا فرصة لمنح خصومات على متاجر الالعاب للأطفال سيقومون الاعلان عنها من خلال موقعهم في المستقبل بعد اكمال بعض المهام، وملء المعلومات التي تمنح الطفل لقب سفير للبيئة “هذا اللقب سيجعله مسؤولا عن نظافة بيئته” تقولها سعدية فليح وعلى وجهها ابتسامة لطيفة.
فيما صنف والعراق وصنف كخامس أكثر البلدان تأثرا بالتغيرات المناخية في العالم وفقا لتقرير نشرته الامم المتحدة عام ٢٠٢٣.
تضيف المهندسة سعدية رئيسة جمعية معا لحماية الانسان والبيئة لـ(ملحق المدى): “نحن امام تحدي لتغيير اسلوب حياة العراقيين وجعله أكثر صداقة للبيئة”، تقولها وتشير الى ازياد حجم التلوث في العراق والذي بدأت آثاره السلبية تظهر على صحة الانسان.
وبسبب ازدياد هذه الاثار والاصابة بأمراض السرطان توجهت سعدية وزملاؤها لتأسيس الجمعية “في البداية قمنا بحملات توعية خصوصا ان الوعي بالجانب البيئي متدني جدا”، تنظر قليلا للأطفال المتواجدين في قسم جمعيتها “ما ذنب هؤلاء الاطفال فتعليمهم يفتقر لوجود اهتمام حقيقي بقضايا البيئة والتوعية البيئية، وهذا ما دفعنا للتركيز بالشكل الاساسي عليهم لضمان مستقبل الاجيال الحالية”.
تقدم جمعية معا لحماية البيئة انشطتها في العراق بالتعاون مع منظمة فيلد الفنلندية، حيث يعملان على مشروع تعليم مبتكر وبيئة آمنة للأطفال والشباب والذي من خلاله تم تطوير اجندة تدريبية للمعلمين على كيفية دمج مفاهيم الاستدامة واهداف التنمية المستدامة بالمنهج التدريسي الخاص بهم، لكن المشروع يواجه تعقيدات، هكذا أوضحت سعدية وان “عملية تغيير المنهج عملية معقدة جدا، لذا فكرنا بكيفية بناء وتطوير قدرات المعلمين والذين بدورهم يوظفون معلومات التدريب في تدرسيهم للمنهاج والذي يقوم بتدريسه بالمدرسة”، الا ان هذه الطريقة لا تشعر سعدية بالرضا، فهي تتمنى ان يتم تغيير المناهج الدراسية بما يتناسب مع وضع البيئة الحالي وتحديات التغييرات المناخية.
بينما استطاعت الجمعية وبالتنسيق مع وزارة التربية تخصيص نوادي للأطفال لأربع محافظات وهي اربيل والموصل وكركوك وبغداد، وتفكر الجمعية بتوسيع هذه النوادي مستقبلا لتغطية محافظات العراق كافة.
الجمعية عملت على تطوير بعض الالعاب لتكون مناسبة اكثر للأطفال الذين بدا اهتمام اكبر بالتكنولوجيا التي يترتب عليها حل الكثير من المشاكل النفسية بحسب سعدية التي طورت جمعيتها بعض الألعاب التراثية مثل لعبة “حية ودرج المطورة”، فقد وضعت الجمعية بكل مربع رسالة ايجابية واخرى سلبية لتغيير السلوك، وفي النهاية يحصل الفائز على لقب سفير البيئة.
كما استعملت الجمعية ادوات صديقة للبيئة للعبة، مثلا استخدام زار حشرة الدعسوقة والتي تثير تساؤلات الأطفال، لماذا هذه الحشرة بالذات؟ كما للنساء نصيب منها حيث عملت على توفير فوط صحية للنساء خصوصاً في ظل انتشار سرطان الرحم وغيرها من الامراض التي تصيب النساء اللواتي يستخدمن الفوط الصناعية، إضافة لهذا فهي عملت على تدريب وتعليم النساء ذوات الدخل المحدود كيفية صناعة فوط صحية وآمنة وبتكاليف قليلة جداً. بينما اشارت الدكتورة الى أهمية التوعية بالحصة الانجابية للنساء خصوصا بالمناطق النائية.
تختم الحديث الست سعدية متأملة بواقع أفضل واكثر نقاء، للحفاظ على كوكبنا من الملوثات ليبقى مزدهرا بين باقي الكوكب مشعا بلونه الاخضر وحيويته.