لمن تميل الكفة؟.. الأدب «المترجم» أم الأدب «العربي»؟

أربيل / المدى

كثيرة هي الاعمال العربية التي نجحت سواء الصادرة قبل زمن بعيد او قبل سنوات ماضية قليلة او التي تصدر الان، ولكن هناك من يميل الى الان لقراءة الادب العربي المترجم.

مازال النقاش يطول حول هذا الامر فهناك من يرى أن الاهتمام في تزايد بالأعمال المترجمة فهناك بعض الدور تكاد ان تتخصص في نشرها سببا في رواجها، والبعض الآخر يجد أن الأدب العربي لا يزال يعاني من ضعف ملحوظ بينما يفسّرها آخرون أنها رغبة القارئ العربي في الاطّلاع على ما يجدّه في الساحة الغربية في ميادين الفكر والفلسفة والعلوم الإنسانية لاسيما وأن هذه الأعمال السردية تجعل القارئ مدركا لمجتمعات بعيدة عنه، غريبة في عاداتها وتقاليدها وهي أيضا تلبي فضوله المعرفي.

الشاعر والأكاديمي والمترجم الدكتور هيثم الزبيدي يقول إن «الادب اللاتيني على وجه الخصوص أصبح ذو علامة فارقة في تاريخ الأدب في العالم وهذا قولنا ليس نافلا مجانيا بل واقعا»، ويرى أيضا ان الأدب العربي رغم النقلة الجبارة التي يمر بها في السنوات الأخيرة لكنه لا يوازي مستوى الأدب في العالم وهذا سبب كافٍ لجعل الميل الى الترجمة طاغي الحضور. ويضيف الزبيدي «في المشهد الثقافي الغربي المشحون بدفق من الاحساس المفرط والتدفق اللغوي والغنى المعرفي ماهي الا أسباب جعلت القارئ العربي يشعر بحالة الاندهاش الذي يجسد جوهر المعرفة وغذاؤها وهذا سبب آخر لا يمكن تجاهله». ويتابع « الاطاحة بقوالب اللغة الجامدة واستبدال الانماط التقليدية بأسلوب حداثوي في سنوات الأدب العربي أدت الى نجاحها إلى حدّ بعيد، وتمكنت قلة من رواد العرب من مضاهاة نظرائهم في العالم».

اما امير علي من دار تكوين السورية فيرى في حديثه لـ(ملحق المدى)، ان «الأقبال يختلف من دورة الى اخرى ومن معرض الى اخر وما شاهدته في الايام الاولى من معرض اربيل للكتاب هو الرغبة الكبيرة صوب الادب المترجم».

ويرى علي ان «الرغبة حاليا تميل للروايات التي تم تحويلها الى افلام سينمائية او اعمال درامية خاصة مع الانفتاح العربي على ما يتم انتاجه في منصات عالمية».

علي الذي يملك مكتبة في العاصمة بغداد وفي شارع المتنبي تحديدا، يقول ان «القراءة على سبيل المثال تختلف في بغداد، فهناك الميول نحو الادب العربي لان السوشيال ميديا مؤثرة، والكاتب الذي يملك تأثيرا هناك يحفز جمهوره على شراء اخر اصدارته لذا نجد ان الادب العربي او المحلي على وجه الخصوص هو الاكثر مبيعاً». 

وترى امل حاسم وهي زائرة للمعرض «أفضل كُتاب الادب المحلي والعربي ولستُ مهتمة بالكتب المترجمة، لأنني أحبذ البقاء داخل العوالم التي عشت فيها».  لكن زميلتها نور حسن تؤكد أنه ليس هنالك مجال للمقارنة بين كتاب الادب العالمي والمحلي لاسيما في مجال  الفلسفة هذه المرة أخترت كتاب الكبت الذي رشحه لي أحد الاصدقاء وهو يتصدر خانة الأكثر مبيعا في قائمة الاصدارات وفي مقدمتها ربما لأنه تناول موضوعات حيوية من بينها الصحة النفسية والتطور العاطفي، مستكشفاً عدة مواضيع هامة مثل العقد النفسية والميل الجنسي للأطفال، والقلق النفسي والأسرار المكبوتة، يظهر فيه الكاتب ان الكبت يمكن ان يلعب دورا جوهريا في حدوث هذه المشاكل النفسية والجسدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top