
أربيل / زين يوسف
يستمر معرض أربيل الدولي للكتاب بإقامة الندوات المتنوعة وهذه المرة مع الجانب الثقافي حيث أقيمت ندوة بعنوان “محمد سلماوي، سيرة متعددة الأبعاد.. لقاء مع الجمهور”، تحدث فيها الاديب المصري محمد سلماوي وحاوره د. عارف الساعدي.
تحدث سلماوي عن حساسية المثقف من السلطة قائلا ان “هذه الحساسية تقليدية ومقبولة ومعروفة في كل العالم وان كانت تظهر بشكل اكبر في الوطن العربي لكنها ترجع الى ان السلطة وهي السياسة تعرف ما تريد ولها ادواتها وسياستها وتجد في المثقف معطلا لبرنامجها لان المثقف يخضع كل شيء للمناقشة والمراجعة وكل هذا بالنسبة لرجل السياسة هو معطل، ومن وجهة نظر المثقف فهو يرى رجل السياسة رجلا يحتاج فكرا اعمق وترويا اكثر ويحتاج الى استشارة اكبر من قبل المثقفين فتحدث التباسات بل وتحدث أيضا اشتباكات ومواجهات وللأسف انها في العالم العربي تعالج بالصدام”.
وتحدث سلماوي عن موقف المثقف في المواقف الكبرى وقال ان “نجيب محفوظ حين طالب بوطن قومي للفلسطينيين والذي لم يتحقق لغاية الان لكنه حين طالب به في ذلك الوقت كان مطلبا متقدما جدا وفق معطيات العصر ولم يكن مسموحا في وقتها ان ننطق بهذه العبارة فنقول وطنا قوميا انما التعبير المقبول في وقتها هو الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.
وأضاف ان “المثقف العربي له دور اهم من رجل السياسة في المواقف الكبرى لان المثقف العربي هو الذي يضع اساسيات السياسة واساسيات المبادئ العامة التي يؤمن بها الشعب وبذلك تشكل قوة ضغط على رجل السياسة وعليه ان ينفذها”.
وأشار الى ان “هناك التباسا وعدم فهم لدور المثقف وهناك تصور بأن المثقف اذا لم ينزل الى الشوارع ويرفع لافتات الاحتجاج ويصرخ بأعلى صوته في المظاهرات وان لم يفعل كل ذلك فهو ليس ثوريا، بينما كلمة واحدة في رواية لنجيب محفوظ قد تسقط مبادئ معينة وتسقط وزارات معينة”.
وأكد ان “المثقف يمتلك التأثير سواء أراد ذلك ام لم يرد فقصيدة شعرية يمكن ان تؤثر في وجدان الناس وفي مراكز الحس والروح وتتصل بشكل مباشر بالهوية الثقافية والوطنية للجمهور فهذا التأثير موجود، وان كنا نعاني في الحركة السياسية اليوم فعلينا ان نبحث عن المسؤولين في مجال اخر غير الثقافة”.
عن أزمات الوطن العربي تحدث سلماوي للجمهور قائلة “انا انتمي لجيل تربى على توقعات مختلفة تماما عما يحصل اليوم، فقد تربينا على القومية العربية والوحدة العربية وتحرير فلسطين والعدالة الاجتماعية وشاهدنا معركة السد العالي ومعركة السويس، كل هذه الأشياء التي أصبحت الان تاريخا، لكن دعني أقول إن ما يحدث الان يعود فيؤكد مرة أخرى صحة هذه المنطلقات، التجزئة العربية والاقتتال العربي الذي نراه الان ليس له حل الا القومية العربية والوحدة العربية، فخضوع العالم العربي للنفوذ الأجنبي هنا وهناك ليس له حل الا بالتحرر الوطني الذي كان احد المبادئ الأساسية في مرحلة الستينيات”.
ويكمل ان “ما وصلنا اليه في الوطن العربي بسبب اننا هدمنا بايدينا كل ما بني قبل ذلك في الاتجاه الاخر، ما بني من أسس للفكر القومي العربي والدعوة للوحدة العربية وللتحرر من الاستعمار، كانت هناك حملة منظمة شاركنا فيها نحن العرب، ولا اقصد المثقفين، بل اقصد المسؤولين حيث شاركوا في حملة ممنهجة لهدم هذا التراث وتصويره على انه تخلف والتقدم يكون بقبول الامر الواقع أيا كان وقبول الامر الواقع هو الذي اوصلنا لما نحن فيه الان”.