
شهد معرض أربيل الدولي للكتاب في نسخته الحالية تحوّلاً ملحوظًا في طبيعة فعالياته، حيث لم يعد المعرض مجرد مساحة لعرض الكتب وبيعها، بل أصبح منصة ثقافية شاملة تفاعلية، بفضل الزخم الكبير في الحلقات النقاشية، والندوات الفكرية، وورش العمل التي تُنظّم يوميًا داخل أروقة المعرض.
وأعرب عدد من الزوار والكتّاب والمثقفين عن ارتياحهم للتطوّر الملحوظ في مضمون المعرض، مشيرين إلى أن هذه الفعاليات أغنت تجربتهم وأتاحت لهم فرصة التواصل المباشر مع المفكرين والمؤلفين ودور النشر.
أفق معرفي مفتوح
وقال الأكاديمي، آرام حسين، إن المعرض لم يعد مجرد «سوق كتب»، بل تحوّل إلى فضاء مفتوح للحوار، مبينًا أن المشاركة في الندوات جزء من حراك فكري وثقافي أوسع، وهو ما يفتقده القارئ أو الكاتب في حياته اليومية».
وأضاف: حضور الكُتّاب، والمترجمين، والنقّاد، وتنظيم نقاشات مباشرة حول قضايا فكرية معاصرة، يُثري الزائر، ويمنحه محتوى يتجاوز الورق والحبر.
الاهتمام بالإنتاج الكوردي
وفي هذا الإطار، برزت الحلقات النقاشية الخاصة بالأدب الكوردي وقضايا الترجمة من وإلى اللغة الكوردية، حيث شارك فيها عدد من الكتّاب الشباب والروّاد.
تفاعل جماهيري لافت
من جهته، قال كاوه (زائر للمعرض)، إن الإقبال على الندوات كان لافتًا هذا العام، مشيرًا إلى أن الجمهور بات يبحث عن التفاعل، لا مجرد اقتناء الكتب، وهذا ما يميز معرض أربيل عن غيره من معارض المنطقة.
وأضاف، أن إحدى الندوات التي شارك فيها حول «تكنولوجيا النانو» شهدت نقاشًا حيًا بين المتخصصين والجمهور، ما يبرهن على أهمية هذا النوع من التفاعل الثقافي.
بدورها قالت آريان (زائرة للمعرض)، إن النسخة الحالية من معرض أربيل الدولي للكتاب تُظهر أن الحلقات النقاشية والفعاليات الثقافية لم تعد مكمّلة للمعرض، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من روحه وهويته، مما يعزز مكانته ليس كحدث تجاري لبيع الكتب فقط، بل كمنصة ديناميكية التفكير الحر والنقاش المفتوح.