معرض أربيل الدولي للكتاب: كيف تصنع الإعلانات الفارق في نجاح الكتاب؟


أربيل / نور عبد القادر

في معرض أربيل الدولي للكتاب، لم يعد نجاح الكتب مرتبطًا فقط بجودة المحتوى الأدبي أو العلمي، بل أصبحت الإعلانات والترويج الذكي ركيزتين أساسيتين لجذب القراء واكتشاف عناوين جديدة. الناشرون والمؤلفون أدركوا أهمية استثمار وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لتحقيق انتشار يتجاوز القاعات والأسواق التقليدية.

مصطفى الدليمي، من زوار المعرض، أكد أن الإعلانات أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تسويق الكتب، قائلاً: “الترويج عبر المنصات الإلكترونية والشاشات يلعب دورًا كبيرًا، حتى أن الطلب بات متاحًا أونلاين. التكنولوجيا لم تلغِ شغف القراءة، بل قدمت الكتب بصيغ إلكترونية مثل PDF، مما جعلها في متناول الجميع”.

ورغم انتشار الكتب الإلكترونية، أشار الدليمي إلى أن القراءة الورقية ما تزال تحتفظ بسحرها الخاص: “رائحة الورق ولمسه يمنحان تجربة مختلفة. صحيح أن أسعار بعض الكتب مرتفعة، لكن الرغبة باقتناء الكتاب الورقي، خصوصًا بين الشباب الباحثين عن العزلة والهدوء، ما تزال حاضرة بقوة”. وأضاف: “القراءة عبر الهواتف تتسبب بالإرهاق البصري والتشتت، بينما يمنحني الكتاب الورقي ساعات طويلة من التركيز دون تعب”.

من جانبها، رأت التدريسية سوزان أن الإعلانات ضرورية لدعم الكتاب، لكنها لا تشكل معيارًا للجودة. وقالت لـ(ملحق المدى): “نحتاج إلى تسويق الجوانب الإيجابية للكتب، لكن القارئ الواعي لا ينجذب فقط للترند أو الشهرة، بل يبحث عن القيمة التي يضيفها الكتاب إلى معرفته”. وشددت سوزان على أن الشهرة ليست دليلًا على التميز، مشيرة إلى وجود الكثير من الأعمال الرائعة التي لم تنل الشهرة المستحقة: “الموهبة لا ترتبط دومًا بالانتشار. هناك كتب مهمة لم تسلط عليها الأضواء رغم جودتها العالية”.

طوال أيام المعرض، لاحظ الزوار تنوع الإقبال من مختلف الفئات العمرية، في مشهد يعكس استمرار شغف القراءة رغم التغيرات التقنية. وبينما تساعد الإعلانات في إبراز العناوين الجديدة، تبقى الذائقة الفردية والبحث عن المحتوى العميق هما المعيار الحقيقي لدى القارئ الجاد.

مع ختام دورة هذا العام، يتضح أن التوازن بين جودة المحتوى والترويج الذكي يشكل مفتاح النجاح، إذ أن الكتاب الذي يصل إلى قلوب القراء يحقق أثرًا أبقى من مجرد حضوره على رفوف المكتبات.

Scroll to Top