معرض أربيل الدولي للكتاب يختتم أيامًا من الثقافة والفن


أربيل / نور عبدالقادر

أسدل معرض أربيل الدولي للكتاب الستار على دورة استثنائية، والذي كان شعاره “العالم يتكلم كوردي”، وسط أجواء ثقافية نابضة بالحياة وإقبال جماهيري لافت من مختلف الأعمار، ومختلف محافظات العراق والعالم. على مدار أحد عشر يوماً متتالية، تنقل الزوار بين أروقة المعرض، محمّلين بحب القراءة وشغف المعرفة، مؤكدين أن الكتاب ما زال يحافظ على مكانته في القلوب رغم هيمنة التكنولوجيا الحديثة.

وقالت آية محمد لـ(ملحق المدى)، طالبة جامعية، جاءت خصيصاً من دهوك: “كنت أترقب هذا المعرض منذ أشهر. أحببت تنوع الكتب هذا العام، خصوصاً الروايات المترجمة. الأسعار كانت مناسبة نسبياً مقارنة بالسنوات الماضية، والأجواء جميلة جداً”.

أما علي حسن، موظف حكومي، فعبّر عن انبهاره بالتنظيم قائلاً: “المعرض كان مرتباً بشكل مريح. تنوع العناوين جعلني أكتشف مؤلفين جدد لم أكن أعرفهم. لاحظت اهتماماً خاصاً بالأدب الكردي هذا العام، وهذا شيء يفرحني”.

لم تكن الكتب وحدها محور الاهتمام فالفعاليات المصاحبة من ندوات أدبية وتوقيعات كتب كانت تجذب الزوار أيضاً. في هذا السياق، ذكرت سارة عبدالله لـ(ملحق المدى)، مهتمة بالكتابة الإبداعية: “حضرت أكثر من جلسة نقاشية، وأكثر ما جذبني الحوارات المفتوحة بين الكتاب والجمهور. لم أشعر بأي حواجز، وكان النقاش حيًّا ومثريًا”.

الأطفال كان لهم حضور لافت، ونصيباً كبير من المعرض، حيث وفرت العديد من الأجنحة كتباً خاصة بالأعمار الصغيرة. محمد طاهر، أب لطفلين، قال: “حرصت على اصطحاب أولادي للمعرض. أشعر أن تعويد الأطفال على حب الكتاب يبدأ من مثل هذه الفعاليات. اشترينا قصصاً مصورة، وكان هناك ركن ترفيهي بسيط لهم”.

ورغم الإشادة العامة، أشار بعض الزوار إلى بعض التحديات، مثل الاكتظاظ في عطلات نهاية الأسبوع وصعوبة العثور على بعض الإصدارات الجديدة. في هذا السياق، قالت زينب كريم لـ(ملحق المدى): “أتمنى في المستقبل أن تكون هناك خريطة أو تطبيق يساعدنا على تحديد أماكن دور النشر بسهولة. أضعت وقتاً طويلاً في البحث”.

من جانبهم، اعتبر عدد من الشباب أن المعرض كان فرصة ذهبية للقاء كتابهم المفضلين مباشرة. يقول أحمد صبري، شاب هاوٍ للقراءة: “التقيت بكاتب كنت أتابع أعماله منذ سنوات. هذه اللحظة كانت حلم تحقق. توقيعه لكتابي المفضل أضاف نكهة خاصة لزيارتي”.

مع إسدال الستار على هذه الدورة، غادر كثير من الزوار وهم يحمِلون أكياساً مملوءة بالكتب وقلوباً مفعمة بالذكريات. وكما علّقت زائرة في الخمسين من عمرها: “في عالم يطغى عليه الضجيج الرقمي، كان المعرض بمثابة واحة للروح. الكتاب سيبقى صديقنا الأول مهما تغير الزمن”.

وهكذا، أكد زوار معرض أربيل أن الكتاب لا يزال يحتل مكانة أساسية في حياتهم، وأن مثل هذه الفعاليات تساهم في تعزيز ثقافة القراءة، وتمنح المجتمع فسحة أمل وحلم لا ينتهي.

Scroll to Top