
أربيل / زين يوسف
تتوالى الندوات الفكرية والأدبية والفنية والعلمية في قاعة ندوزات معرض أربيل الدولي للكتاب وهذه المرة كانت الندوة بعنوان “طرق التنمية: الفرص والتحديات”، تحدث فيها د. نزار صديق الياس وحاوره د. إبراهيم أديب إبراهيم.
في مستهل كلامه تحدث الياس عن مشروع طريق التنمية وعن افاقه المستقبلية قائلا ان “المشروع يدعى بطريق التنمية العراقي وهو من أحد المشاريع الريادية والستراتيجية المميزة في العراق ومنطقة الشرق الأوسط وقد يكون له تأثير كبير بجعل العراق ممرا دوليا ومهما وبالتالي سوف يعمل على تحويل العراق بكافة محافظاته نحو الأفضل، فهذا المشروع يربط ما بين اسيا واوربا ابتداءً من ميناء الفاو الكبير وانتهاءً في اوروبا”.
وأضاف ان “بوادر فكرة المشروع تم الإعلان عنها رسميا من قبل دولة رئيس الوزراء في عام 2022، حيث تم عقد مؤتمر برئاسة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني وكان في هذا المؤتمر وفود من دول عربية ودول خليجية بالإضافة الى دول مجاورة، وتم الإعلان عن هذا المشروع كونه سيكون مشروع واعد مع دول الجوار وسيكون تنشيط للمنطقة في هذا المجال”.
وعن الجهات التي ستقوم بتنفيذ هذا المشروع قال ان “هذا الامر يعتبر من التحديات التي تقع على عاتق الحكومة العراقية وعملية التمويل سوف تكون من أكثر من مصدر، جزء منها سيكون من البنك الدولي وجزء اخر من المجلس الرباعي الذي عقد بين تركيا والعراق وقطر والامارات وقد تكون هناك مساعدات وشراكات دولية وهذه الشراكات سوف تمنح العراق الأموال اللازمة لتمويل هذا المشروع، بالإضافة الى ان العراق قد باشر بالمشروع من خلال ميناء الفاو الكبير والذي يعتبر القلب النابض لهذا المشروع”.
وأشار الى ان “كلفة هذا المشروع هي 17 مليار دولار وهذا المبلغ متركز في الميناء وفي الطريقين البري والسككي وإذا اخذنا الأمد الزمني فان هذا المشروع سيتم الانتهاء منه بشكل كامل في عام 2050، بالتالي فان هذه الكلف الأولية قد تتغير فبعض الاقتصاديين قدروا الكلفة بحوالي 20 مليار دولار”.
وذكر ان “ميناء الفاو في حال بدأ بالعمل الكامل فان نقل البضائع سيتم خلال فترة قياسية جدا مقارنة بالممرات الأخرى فهناك اربع ممرات دولية في هذه المنطقة وواحد من هذه الممرات هو الممر الهندي والثاني هو ممر الحزام والحرير الخاص بالصين واحدهما بري والأخر بحري ويضاف الى ذلك طريق العراق والتقديرات الأولية تقول بان البضائع ستصل الى اوربا وتعود الى تركيا ثم العراق ثم دول الخليج ودول المنطقة بحوالي 15 الى 21 يوم وهذا يعتبر ميزة مهمة لنجاح المشروع ويعطيه جدوى اقتصادية كبيرة جدا بالتالي فان المشروع حيوي جدا وسوف يشهد تطور كبير في محافظات العراق”.
وبين ان “هناك شراكات دولية وهذه الشراكات تطمح الى ان تستثمر أموالها في مشاريع ناجحة قد تؤدي زيادة المخازن في مناطق معينة في محافظات العراق بالإضافة الى إقامة مدن صناعية في هذه المناطق لان هذا الطريق بري للمواصلات وسككي وبالتالي لابد من وجود مناطق للاستراحة ومن المقدر ان يتم نقل حوالي 15 مليون انسان سنويا في هذه المناطق وبالتالي ليس نقل البضائع والسلع فقط بل هناك تنقل للافراد وهذا يعد أيضا ميزة جديدة تضاف الى هذا المشروع”.