من قلب كردستان.. “لالش” ملتقى الإيزيديين حول العالم وتراثهم الثقافي المميز

أربيل / المدى

تحت قبة معبد “لالش” في كوردستان العراق، يتلاقى كل عام الآلاف من الإيزيديين للاحتفال بعيد الأربعاء الأحمر “سري سال”، فترتفع أصوات الصلوات والترانيم في أجواء مليئة بالتأمل والتعبد. ويتحول المكان إلى مزار ديني يجذب زوارًا من جميع أنحاء العالم، حيث يتشاركون في الطقوس والتقاليد العتيقة، مما يمنحه جاذبية سياحية لا مثيل لها، لجذب سياح من بقية الاديان.

يعوف معبد  “لالش”، أيضًا بـ “Laliş” أو “Lalişa Nûranî” في الكردية، هو موقع ديني مقدس للإيزيديين في قضاء الشيخان بمحافظة نينوى يقع بالقرب من عين سفني شرقي محافظة دهوك في كردستان العراق،  يتميز هذا الموقع بمكانته الدينية البارزة وجمالياته الطبيعية الخلابة، حيث يعد وجهة حج سنوية للإيزيديين من مختلف أنحاء العالم.

تاريخيًا، يُعتبر معبد لالش أحد أهم المعابد الدينية للإيزيديين، ويرتبط اسمه باللغة الكوتية حيث يعتقد بأنه يعني “النور” أو “الحياة”. ويعتبر المعبد موقعًا مقدسًا للديانة الإيزيدية ومركزًا ثقافيًا ودينيًا مهمًا للمجتمع الإيزيدي وللعالم بشكل عام.

يشهد المعبد مراسيم عيد “جما” السنوية، حيث يحتفل الإيزيديون بتقاليدهم ويشاركون في الصلوات والاحتفالات الدينية. وبفضل جمال الموقع وأهميته الدينية، يستقطب المعبد زوارًا من جميع أنحاء العالم، حيث يسعى الجميع للاستمتاع بالتجربة الروحية والثقافية الفريدة التي يوفرها.

بالإضافة إلى ذلك، يعمل المعبد كمركز ثقافي مهم حيث يستقبل الزوار والضيوف ويقدم لهم الضيافة. تتواجد فيه قاعة استقبال كبيرة ومؤثثة بشكل جيد، بالإضافة إلى مجموعة من الأماكن التي يمكن للزوار الجلوس فيها للاستراحة وتناول الطعام.

والإيزيديون، هم مجتمع ديني كردي، يعيشون بشكل رئيسي في المناطق المتنازع عليها في العراق، ويحتفظون بتقاليدهم وعقائدهم التي تعود لعصور ما قبل الإسلام. تُعتبر الديانة الإيزيدية موضوعًا للكثير من النقاشات والتحليلات، حيث تجمع بين عناصر من عدة ديانات قديمة.

يتوسط معبد لالش وتحيط به جبال من جميع الجهات، ما يمنحه مناظر طبيعية خلابة، وتزدحم منحدرات هذه الجبال بأشجار الزيتون. يعتبر المعبد مكانًا مقدسًا للإيزيديين، حيث يحجون إليه من مختلف الدول لأداء الطقوس الدينية والتباين.

باختصار، معبد لالش يمثل مكانًا مقدسًا وثقافيًا هامًا للإيزيديين وموقع جذب للسياح من جميع أنحاء العالم، حيث يتميز بتاريخه العريق وجمالياته الطبيعية الفريدة.

من خلال هذه التحفة المعمارية الرائعة وموقعه الطبيعي الاستثنائي، يترك معبد لالش انطباعًا قويًا على كل من يزوره، مما يجعله واحدًا من أهم الوجهات الدينية والسياحية في العالم. وتعد زيارة هذا المكان المقدس تجربة لا تُنسى تمزج بين الروحانية والجمال الطبيعي، مما يجعلها واحدة من أغلى الذكريات التي يمكن أن يختزنها الزوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top