بغداد / أربيل
تُشكل قلعة «شيروانه» في كردستان العراق معلماً تاريخياً بارزاً، بتصميمها الهندسي الرائع والنقوش الجميلة التي تغطي جدرانها الطينية. تحيط بها أربعة أبراج ويقابل بابها الرئيسي سلم بأدراج كثيرة. تستخدم للصعود إليها.
ويعتبر أحفاد محمد باشا كريم بن فتلك بك آخر سكانها، مما يزيد من أهميتها التاريخية والثقافية، ويجذب إليها منقبين من مختلف أنحاء العالم.
يُطلق على (قلعة شيروانه) في اللغة الكردية «قەڵای شێروانە»، ويقع هذا الصرح التاريخي في مدينة كلار على مسافة تبعد حوالي 126كلم جنوب محافظة السليمانية، بكردستان العراق، تحديدا عند ضفتي نهر سيروان.
بنيت القلعة على يد الوالي الكردي محمد باشا الجاف (١٨٨٩ حتى ١٨٧٤)م، الذي كان يعتبر المرشد الأعلى لعشيرة الجاف، بهدف جعلها دارا للإستراحة وإدارة المنطقة، ويشار إلى أن محمد الباشا ولد عام ١٧١٤م.
تقع هذه القلعة على تلّين؛ الأول أثري قديم وذلك، بحسب التنقيبات التي أجريت ، تبيّن على الاثر أنّها تعود لمراحل تاريخية عدّة منها العصر الاسلامي (العباسي والأموي) اضافة الى الحضارة الساسانية والكاشية وفى نفس الوقت عثر على مجموعة لقى أثرية كما وصخور بركانية والتي يرجح ان تعود إلى العصر الحجري الوسيط أي قبل ٤٠٠ سنة. اما التلّ الثاني الذي شيّدت عليه القلعة فيعود الى الفترة الزمنية نفسها المتزامنة مع عملية بنائها.
وتتكون قلعة «شيروانه» من قاعة تتضمن سرداب وطابقين تفصلهما غرفة مثمنة الشكل تقع فى أعلاها. تم طمر السرداب في اعمال الصيانة والتعمير عام 1989 لاعتقادهم آنذاك انه سيقوي القلعة ومقاومة المتغيرات الجوية وعوامل الزمن.
وبحسب مصادر تاريخيّة، فأن القلعة لم يتم استخدامها لأغراض عسكرية آنذاك؛ لكون عشيرة الجاف الكبيرة التي هي آخر من سكنها منذ اكثر 150 عاما لم تكن لها حرب أو اقتتال مع عشائر اخرى بحجمها في تلك الفترة، ولكن كان يستخدم قبوها كسجن آنذاك.
ويصل ارتفاع القلعة إلى 12:30 متراً، وعرضها 15 متراً وطولها 18 مترا، وأعتمد الطابوق الطيني كمادة أساسية في بنائها.
وتعد قلعة «شيروانه» مقصداً يومياً للسواح، قادمين من جميع المحافظات كما تشهد زيارات مستمرة من قبل الآثاريين والمنقبين من داخل العراق وخارجه، مما يعكس أهميتها الثقافية والرمزية في تاريخ العراق.
قلعة «شيروانه» في كردستان العراق تعاني من الإهمال والتلف الكبير بسبب تأثير العوامل الطبيعية والتغيرات البيئية، وهو أمر يستدعي التدخل للحفاظ على هذا المعلم التاريخي الثمين.