
أربيل / علي زيتو
في إطار الفعاليات الفكرية المصاحبة لمعرض أربيل الدولي للكتاب بنسخته السابعة عشرة، نُظمت ندوة سياسية مهمة تحت عنوان “التغيرات الجيوسياسية ومستقبل الشرق الأوسط”، شارك فيها عدد من الأكاديميين والباحثين المختصين في شؤون المنطقة، وسلّطوا الضوء على المتغيرات المتسارعة التي يشهدها الشرق الأوسط وانعكاساتها على الأمن الإقليمي والعلاقات الدولية.
شارك في الندوة كل من د. موفق عادل عامر، ود. شاخوان محمد صالح، ود. سەروەر حمه أحمد، وأدار الجلسة د. بيستون عمر نوري، الذي افتتح النقاش بتسليط الضوء على المشهد الجيوسياسي الحالي والتحولات الكبرى التي تطرأ على الخارطة السياسية في المنطقة.
د. موفق عادل عامر أكد خلال مداخلته أن الشرق الأوسط يعيش مرحلة إعادة تشكّل في موازين القوى، مشيراً إلى أن التنافس بين القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة والصين وروسيا، بات ينعكس بوضوح على ملفات الطاقة والتحالفات الإقليمية، وقال: “ما نشهده اليوم ليس فقط صراعاً سياسياً، بل هو تحوّل في بنية العلاقات الدولية، حيث تحاول القوى الإقليمية إعادة صياغة أدوارها في ظل فراغات استراتيجية تتركها التحولات العالمية”.
من جانبه، ركّز د. شاخوان محمد صالح على تأثير هذه التغيرات على دول المنطقة، خاصة من حيث الأمن والسيادة، موضحاً أن التحديات الاقتصادية والأمنية الناتجة عن الحروب والصراعات الطويلة باتت تفرض على الدول إعادة النظر في سياساتها الداخلية والخارجية. وقال: “الشرق الأوسط يحتاج إلى مقاربات جديدة في التفكير السياسي، تقوم على التعاون الإقليمي وتجاوز الانقسامات القومية والطائفية، إذا أردنا فعلاً بناء مستقبل مستقر”.
أما د. سەروەر حمه أحمد، فقد تناول التغيرات من زاوية فكرية وستراتيجية، مشيراً إلى أن التحولات ليست فقط نتيجة أحداث آنية، بل هي امتداد لصراعات تاريخية وتفاعلات اجتماعية عميقة، وأضاف: “المنطقة أمام مفترق طرق، فإما أن نستمر في إدارة الأزمات، أو نتحول إلى استثمار التغيرات لصالح بناء توازنات سياسية واقتصادية جديدة أكثر شمولاً وعدلاً”.
الندوة شهدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور، وخصوصاً من الأكاديميين والطلبة والمهتمين بالشأن السياسي، وتخللتها مداخلات وأسئلة أثرت النقاش حول مستقبل المنطقة ودور كوردستان والعراق في التفاعلات الإقليمية والدولية.