
أربيل / المدى
القى الرئيس مسعود بارزاني كلمة في افتتاح معرض أربيل الدولي للكتاب، فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الضيوف الكرام.. الحضور الأعزاء، أهلا بكم جميعاً، سعداء للغاية بحضوركم ونأمل لكم قضاء أوقات سعيدة في أربيل.. نشكركم كثيراً على قدومكم.
اليوم مرة أخرى نشهد في أربيل عاصمة إقليم كوردستان، افتتاح النسخة الـ17 من معرض الكتاب الذي أصبح تقليداً سنوياً محل سرور لنا، وبهذه المناسبة، أحيي السيد فخري كريم وأتقدم بالشكر والتقدير لمؤسسة المدى وجميع السادة الذين تكبدوا العناء لإقامة هذا الحدث بهذا التنظيم.
عاماً بعد آخر، نرى أن معرض الكتاب يشهد تطوراً ملحوظاً، ويكون كل عام أفضل من سابقه. نتمنى دوام ذلك، وأن نراكم بخير دائماً.
مهما تقدمت التكنولوجيا وتطور العالم تبقى مقولة الشاعر العربي الكبير، المتنبي، حقيقة حيّة وهي: «وخير جليس في الزمان كتاب..»، فقيمة وأهمية الكتاب لن تنتهي أبداً بأي شيء وتبقى حيّة ومستمرة.
أرى أن هذه فرصة للإشارة إلى عدد من الأمور اليوم؛ أولاً، نجدد التمسك بالتزامنا بالثقافة التي نفتخر بها، وهي ثقافة التعايش وقبول الآخر وحرية الرأي والدين والمذهب، وهذه أسس لا نساوم عليها بأي شكل من الأشكال، فليعلم الجميع هذا.
أما فيما يخص الوضع الداخلي في الإقليم، فوضع الإقليم ليس بمنأى عن أوضاع المنطقة بشكل عام، لكن في اكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، أجريت الانتخابات في إقليم كوردستان، في الوقت الذي الكثير من الجهات والأشخاص كانوا يشككون بإجراء العملية، وأنه في حال إجراء الانتخابات فستعترضها مشاكل كبيرة، لكن الانتخابات أجريت وبشهادة الأمم المتحدة وجميع المنظمات الحاضرة، كانت انتخابات نزيهة؛ ورغم عدم وجود أي انتخابات بدون نواقص، لكن مقارنة بالانتخابات السابقة، فقد كانت انتخابات جيدة للغاية، والآن نرغب بأن نقوم بتشكيل الحكومة سويةً ومع جميع الذين حصلوا على مقاعد وكل جهة بموجب استحقاقها، فكوردستان ملك الجميع، ونحن أخوة وأهل، وليس من الصحيح كسر الآخر، لتكن هناك معارضة لكن لإبداء سبل أفضل أمام الحكومة والبرلمان، ولنفتح صفحة جديدة، ومن هنا أطلب من جميع الأطراف المشاركة، لكن؛ المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني اللذين حققا خطوات جيدة حتى الآن لكن ما زال هناك المزيد، ويجب الإسراع بإنجاز الأمور وتشكيل الحكومة لأنه كما نرى في محيطنا والعالم أجمع، هناك أزمات كبيرة وقد تحدث أزمات أكبر قادمة في الطريق.
لذا الشرط الوحيد لنجاح الكورد هو وحدة الكورد والكوردستانيين، ولهذا الغرض سنفعل كل ما بوسعنا، وتوصيتنا لجميع الأطراف وخاصة الديمقراطي والاتحاد هو الإسراع في تشكيل حكومة إقليم كوردستان.
بالنسبة للإقليم وبغداد، ووضع العراق عموماً، فقد تمت إلى حد ما بعض المشاكل بين بغداد والإقليم لكن ما يزال هناك الكثير، وبعد سقوط نظام البعث في 2003، بني العراق الجديد على ثلاثة مبادئ أساسية، وهي الشراكة والتوازن والتوافق، لكن للأسف لم يتم الالتزام بها، وفي 2005، أقر الدستور العراقي، وكان للكورد دور أساسي في صياغته، وقد صوّت 85% من شعب العراق لصالحه، وفي حال تم الالتزام بالدستور، فأن الكثير من المشاكل التي يعاني منها شعب العراق عموماً والعلاقات بين الإقليم وبغداد لم تكن لتحصل.
والآن الحل الأساسي هو العودة للمبادئ الثلاثة والالتزام بالدستور، ولهذا الغرض، مستعدون لفعل كل ما يمكن، وعلى جميع القوى في الإقليم وبغداد أن تمتلك الجرأة للاعتراف بالأخطاء، وفتح صفحة جديدة مرة أخرى لكي يتجنب العراق مشاكل أكبر، فنحن نرى في محيطنا أن هناك معضلات كبيرة وحروب كبيرة حاصلة وقد تكون أخرى في الطريق.
ونأمل أن يتم بأقرب وقت انتهاء الحروب وإنهاء معاناة الناس وأوجاعهم سواء في فلسطين أم لبنان أم أي منطقة أخرى، لكن الأهم من كل ذلك هو وجوب أن يسعى أصحاب القرار في بغداد بكل قدراتهم لعدم انخراط العراق في هذه الحروب.
وفي الختام نأمل النجاح لشعب كوردستان والعراق وجميع شعوب المنطقة، ونتمنى لهم الخير والسلام والأمن.
مرحبا بكم مرة أخرى، ونشكركم على الحضور..
دمتم بخير وسعادة شكراً جزيلاً..