أربيل/ المدى
استضاف مسرح الندوات في معرض أرييل الدولي للكتاب، كل من د.هاوكار كريم حمه شريف، أستاذ التاريخ في جامعة صلاح الدين ومدير مطبعتها، ود.سمية سامي حسن، أستاذة علم النفس في نفس الجامعة، إلى جانب الباحث النفسي الإعلامي رفيق حنا، للحديث عن الدور الخفي للمطبوعات الأدبية ودورها في صقل شخصية الفرد «المثقف».
في مستهل الجلسة تحدث د.هاوكار كريم حمه شريف عن عناوين المطبوعات الموجودة في مكتبات إقليم كردستان، وكيف تحقق رغبات الطلاب والقراء، وقال كريم، إن «المطبوعات الموجودة في كردستان تشمل جميع المواضيع والاصناف، الا ان الأكثر طلباً تتمثل في المطبوعات التاريخية والأدبية واللغوية والقضايا الاجتماعية بصورة عامة»، مشيراً إلى أن «الكتب العلمية الأخرى فهي أقل انتشاراً».
وعن مدى تحقيق المطبوعات رغبات القراء والطلبة؛ يبين كريم، أنها «تتناسب مع رغبات أغلبية القراء»، مستدركاً بالقول إن « المشكلة الكبيرة التي نواجهها في مجال المطبوعات في وقتنا الحالي، تتمثل في ضعف وتراجع عدد القراء أو الراغبين بالقراءة وذلك بسبب التكنولوجيا التي ضربت بعمق هذا المجال وتسببت في تراجع نسبة القراء والناشرين وتسببت في خسائر مادية لدور النشر».
ويؤكد كريم، أن «التكنولوجيا لا يمكن أن تحل مكان الكتب والمطبوعات الورقية، للعديد من الأسباب».
أما فيما يتعلق بعناوين الكتب التي تطبع في جامعة صلاح الدين، يقول كريم، إن «الكتب التي تطبع لدينا في الحقيقة عددها قليل وتداولها ليس بالمستوى المطلوب وبعبارة أخرى تداول الكتب والمنشورات في الماضي كان أكثر قدرا على عكس ما هو عليه حاليا ويعود السبب أيضا لضعف إمكانيات الجامعات لطبع جميع البحوث والدراسات وأطروحات الماجستير والدكتوراه التي تتم مناقشتها في الجامعات، مشيرا الى عقد اجتماعات مع رؤساء الجامعات ووكلائهم لتجاوز هذه العقبات في المستقبل القريب .
من جانب آخر، يصف الإعلامي والباحث النفسي رفيق حنا الشخصية المثقفة، بأنها شخصية بطابع وطني مؤثر، حيث يمتلك قدرة على تأثير في عقول الآخرين من بين الجمهور، ومن المهم أن يتمتع بمقومات تتسم بأخلاقية عالية ومبادئ ثابتة لكي يكسب ثقة القراء ويجذب اهتمامهم بمنشوراته، سواء كانت في الكتب والمجلات والصحف أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويتابع بالقول، إنه «يتوجب على الكاتب والمثقف ترجمة أقواله إلى أفعال، إذ يُعتبر جزءًا من المجتمع وتتجه إليه الأنظار، وعليه أيضًا مراعاة الجانب النفسي للأفراد بشكل عام قبل كتابة أية مادة، دون التجاوز على حقوق الآخرين. بهذه الطريقة، يمكنه تحقيق مكاسب في منشوراته والعناية بمصلحة الآخرين بحب واحترام».
الدكتورة سمية سامي حسن، أستاذة علم النفس في جامعة صلاح الدين، التي شاركت في الجزء الأخير من الجلسة، دعت إلى تشجيع الأطفال على القراءة بهدف خلق جيل واعٍ ومثقف يدرك أهمية قراءة الكتب والمطبوعات المناسبة لأعمارهم. كما حثت دور النشر والناشرين على مراعاة جميع فئات المجتمع في منشوراتهم.
وخلال ردها على سؤال حول العناوين التي تقترحها على طلابها لتعزيز خبراتهم وشخصياتهم الثقافية والوطنية، أشارت إلى أهمية بدء عملية تعزيز الوطنية منذ مرحلة الطفولة، حيث يمكن أن تبدأ من مرحلة الروضة والمدرسة الابتدائية، نظرًا لقدرة الأطفال في هذه المرحلة على التأقلم مع بيئتهم المحيطة.
وفي الختام، توصل المشاركون إلى اتفاق بأن الكتب الدينية حاليًا هي الأكثر رواجًا وانتشارًا، وأنها تحظى بدعم مادي إلى حد ما.