نقاش في معرض أربيل.. دور الثقافة السريانية بتعزيز الهوية الوطنية · أوغنا: الثقافة السريانية قدمت العلم والمعرفة والفنون للبشرية جمعاء · يوسف: يجب أن تذوب جميع الهويات من أجل الهوية الأسمى وهي الهوية الوطنية


أربيل / زين يوسف

تستمر قاعة الندوات بلا توقف باستضافت الجلسات الحوارية المتنوعة ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض أربيل الدولي للكتاب حيث أقيمت ندوة بعنوان “الثقافة السريانية.. تعزيز الهوية ودورها في المشهد”، شارك فيها مدير عام دائرة الثقافة السريانية كلدو رمزي أوغنا ود. ريكاردوس يوسف وبادارة فالنتينا يوآرش هيدو.

تحدث أوغنا عن الثقافة السريانية قائلا إن “الثقافة السريانية ليست لمكون صغير ضمن العراق بل نحن نتحدث عن ثقافة تمتد جذورها الى الاف السنين، هذه الثقافة التي أعطت للبشرية جمعاء العلم والمعرفة والفنون بمختلف أنواعها، هذه الثقافة التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من الثقافة العراقية عموما، نعم فالثقافة السريانية هي الركيزة الأساسية للهوية القومية لمكون أساسي واصيل في الوطن الكلدان السريان الاشوريين ولكن هي الهوية الحاضنة التي تمتد لالاف السنين لهذا المكون وهي أيضا فعل مقاوم للاندثار الثقافي لهذا المكون”.

وأضاف أوغنا ان “الالتزام بالثقافة السريانية والتمسك بها لا يعني انعزالها عن المشهد الثقافي الوطني بل والانخراط في المشهد الثقافي العراقي، واذا اتينا الى هذه الثقافة واخذنا اللغة السريانية سنلاحظ ان هذه اللغة تمتد من نفس الجذور التي تمتد منها اللغة العربية وأيضا هي مجاورة للغة العربية وهذا ما نسميه بالتداخل اللغوي من التأثير والتأثر باللغة بالإضافة الى ان كل من اللغة السريانية واللغة العربية لديها محيطها الفكري، فهذا التضاد وهذا التداخل كله أدى ان تكون الثقافة السريانية جزء كبير واساسي من الثقافة الوطنية العراقية”.

وأشار ان “المشهد الثقافي للسريان كان له دور بارع ومهم ومتميز في الحضارة الإسلامية ليست فقط في العراق بل في الحضارة الإسلامية منذ أيام العباسيين والاهتمام الاذي جرى في الثقافة والنهضة الثقافة آنذاك، بالإضافة الى التأثير في الموسيقى فأول الة “أورك” جلبها الإباء الدومنيكان الى العراق وأول صانع “اورك” كان حنا عواد في الموصل ويمكننا ان نقول ان جميع المجالات الثقافية والفنية كانت هناك ريادة سريانية بامتياز”.

من جانبه تحدث يوسف عن الفن والمسرح السرياني وما إذا كانت اللغة السريانية تشكل عائقا لتقديم الاعمال للجمهور تحدث قائلا ان “اللغة يست مشكلة فنحن لدينا جالية كبيرة في أمريكا على سبيل المثال، لكن نحن بحاجة الى دعم هذا الفن، على الحكومة او الدوائر الثقافية او الجمعيات ان تقدم الدعم الكافي للفن، فهذه الاعمال تحتاج الى سند مادي”.

وأضاف “لاحظت ان هناك الكثير من الشباب يتحدثون السريانية لكن بعد مدة سيذهبون هؤلاء الشباب الى الجامعات وسينسون هذه اللغة، نحن نحتاج ان يكون لدينا وطن بلا وطن، الوطن هو ان نتوحد وان نتفق فيما بيننا، يجب ان تذوب جميع الهويات في هوية واحدة، يجب ان يكون هذا الوطن في داخلنا جميعا”.

ويكمل ان “لابد ان يكون لدينا محطة تلفزيونية ناطقة باللغة السريانية ويجب علينا ان نعمل جنب الى جنب، واعتقد ان المسيحيين يستحقون قناة تخدم المشهد الثقافي السرياني في العراق”.

Scroll to Top