
أربيل / المدى
اختلفت طرق تسويق الكتاب في السنوات الاخيرة، فالمضمون لم يكن هو العنصر الوحيد الذي يجعل القارئ يقتني كتابا، بل هناك العنوان المثير، او التصميم الجميل، وربما الترويج في السوشيال ميديا يجعل احدهم يذهب صوب شراء الكتاب.
اليوم تحاول اغلب دور النشر، الخروج بتصاميم اغلفة مختلفة وجميلة، حيث يتفق الناشرون انه اصبح اليوم اهم ادوات التسويق وأن الصورة تلعب دورا في إبهار الذاكرة البصرية لدى القراء.
وهناك اراء سائدة بأن الكتاب الذي لايملك غلافاً مميزاً، قد لايباع حتى لو فيه محتوى افضل من كتب اخرى، فمدير دار سطور بلال محسن يقول لـ(ملحق المدى)، «يشكل الغلاف نتَاجا فنياً لكنه منتج تسويقي للكتاب أيضا وهو يؤثر بزيادة القاعدة الجماهيرية التي يجذبها للكتاب ويصنع فرصة لرواجه، وأحياناً يحدث العكس أن يحد الغلاف من مبيعات الكتاب، لأنه لا يتناسب مع الذوق العام الذي يفرض هيمنته».
فيما يرى أحمد عبد القادر من دار المتوسط الايطالية ان «قيمة الكتاب الجمالية المميزة، مرتبطه بشكله ونوع الورق ولونها وترتبط أيضا بالاخراج والتصميم ويشدد الكتاب على بمراعاة هذه الشروط».
يبين عبد القادر ان «الامر قد يثير مسألة أختيار اغلفة الكتب اشكاليات في الترويج للكتاب كأن يؤثر سوء اختياره سلبا في عملية رواجه حين يكون التشكيل الفني فيه بائسًا، أو أن يكون الغلاف في واد ومضمونه في واد آخر، أو أن يكون الغلاف مسروقًا». ويضيف «أعتقد أن غلاف الكتاب بمحتوياته كلها هو جواز السفر الحقيقي له، وعتبة مهمة لتسويقه ونقده».
اما المتواجدين في معرض اربيل للكتاب فالاعتقاد بنيهم مختلفا، حيث تقول زينب رجا في حديثها لـ(ملحق المدى)، ان «اهمية الغلاف هي حقيقة لا يمكن نكرانها، تنتابني رغبة تصفح الكتاب وشراؤه من شكل الغلاف والعنوان لكن هذه تستثني أسماء كِبار الكُتاب والمشهورين الذين ننتظر إصداراتهم بغض النظر عن أي مسائل أخرى، الاضافة الجمالية تروج للكتاب ودور النشر التي تهتم بفكرة الأغلفة الخارجية ومنحها جمالاً إضافيا آخر، أدركت القضية».
سلام زاهي – استاذ جامعي، يرى في حديثه لـ»(ملحق المدى)، ان «الغلاف هو اليوم يسيطر بشكل تام، فالغالبية عند شراء الكتب لا تبحث عن عنوان محدد بل تلتقط ما تراه، والغلاف يسهم بهذه القضية».
يبين زاهي ان «بعض دور النشر تضطر الى شراء اغلب نتاجتها الحديثة بسبب جمال التصميم والغلاف المبهر، وايضا فان العنوان يشد بنسبة كبيرة، بعيدا عن المحتوى لانك لا تستطيع ان تقرأ 100 صفحة اثناء تجوالك في المعرض».
يدعو زاهي المختص في الاقتصاد بعض دور النشر الى «مراجعة الياتها في العمل واهمها الاغلفة التقليدية التي اصبحت قديمة ولا تجذب القارئ، وهذا يسهم في انحسار مبيعات الدار وربما اغلاقها بعد حين، لذلك عليهم التعاقد مع مصممين محترفين».