“وجدنا ما لم نجده في المكتبات”.. زوار المعرض يؤكدون تنوع العناوين وتوفر الكتب النادرة


أربيل / المدى

بين أروقة معرض أربيل الدولي للكتاب، الذي تتواصل فعالياته بنسخته السابعة عشرة، تتردد عبارات الامتنان من الزوار، الذين عبّروا عن ارتياحهم الكبير لتوفر الكتب التي طالما بحثوا عنها في مكتبات مدنهم دون جدوى.

فقد تحوّل المعرض، بمشاركة أكثر من 350 دار نشر عربية وكوردية وأجنبية، إلى فرصة فريدة للقراء من مختلف الأعمار والاهتمامات لاقتناء عناوين نادرة ومتخصصة، لا تتوفر غالباً في المكتبات التقليدية.

تنوع كبير يلبي جميع الاهتمامات

أغلب الزوار الذين تحدثنا إليهم أكدوا أنهم وجدوا في المعرض ما لم يتمكنوا من العثور عليه سابقًا، سواء من حيث وفرة الكتب أو تنوع الموضوعات. وعبّر الكثيرون عن اندهاشهم من الكم الهائل لعناوين الروايات، وكتب التاريخ، والفكر السياسي، والفلسفة، واللغات، فضلاً عن كتب التنمية البشرية والكتب العلمية الحديثة.

هژار عمر (من السليمانية): “بحثت طويلاً عن نسخة ورقية لكتاب (التاريخ الكوردي من منظور جديد)، ولم أكن أتوقع أن أجده هنا بسهولة. المعرض تجاوز توقعاتي، ليس فقط من حيث الكتب، بل حتى التنظيم والخدمات”.

شيرين جلال (طالبة جامعية من أربيل): “غالباً ما أواجه صعوبة في العثور على كتب تخصصي الجامعي في الأنثروبولوجيا، لكن هنا وجدت أكثر من دار نشر تقدم عناوين مهمة في هذا المجال. الأسعار أيضاً مشجعة جداً، خاصة مع الخصومات”.

لقمان عبدالغفور (مدرس لغة عربية): “أنا حريص على حضور المعرض كل عام، لكن هذه الدورة كانت متميزة. وجدت كتباً في النقد الأدبي لم تكن متوفرة في المكتبات التي أزورها عادة. تجربة غنية بكل المقاييس”.

زوزان حسين (من زاخو): “كنت أبحث منذ سنتين عن رواية مترجمة لكاتب ألماني معين ولم أجدها، واليوم وجدتها هنا لدى إحدى الدور اللبنانية. إنها مفاجأة حقيقية”.

أكثر من مجرد بيع كتب

المعرض لا يقتصر فقط على عرض الكتب وبيعها، بل تحوّل إلى منصّة تفاعلية تجمع الكتّاب والقرّاء والناشرين في فضاء حيوي، يتبادل فيه الجميع الآراء والنصائح حول أفضل الإصدارات والقراءات الجديدة.

كما شهدت الندوات المصاحبة للمعرض حضوراً لافتاً، حيث أتيحت الفرصة للزوار للمشاركة في مناقشات حول أنماط الرواية، ومستقبل الكتاب الورقي، والذكاء الاصطناعي في الثقافة، ما يعزز من البعد الثقافي للحدث ويمنحه طابعاً تفاعلياً يتجاوز حدود العرض والاقتناء.

تجربة الزوار في معرض أربيل الدولي للكتاب هذا العام تعبّر عن نجاح الحدث في تلبية تطلعات القرّاء، وملء الفراغ الذي تتركه الكثير من المكتبات المحلية.

“وجدنا ما لم نجده في المكتبات” لم تكن مجرد عبارة عابرة، بل تلخّص انطباع الآلاف من زوار المعرض الذين خرجوا بحقائب مملوءة بالكتب وقلوب مملوءة بالرضا.

Scroll to Top