أربيل / المدى
نظمت مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب في إقليم كردستان ندوة اليوم الأربعاء بالتزامن مع اليوم العالمي للقراءة تحت عنوان (الكتاب وإشكالية القراءة) شارك فيها كل من السيد سرباز جوهر بابان معاون مدير عام المكتبات في وزارة الثقافة والشباب بإقليم كردستان والسيد شاخوان صديق مدير مؤسسة كريم علكة الثقافية في كردستان .
في مستهل الندوة أكد السيد سرباز أن مشكلة تراجع القراءة ليست حكرا على العراق أو إقليم كردستان فحسب بل هي مسألة عالمية الى حد ما ولو بنسب متفاوتة , مثمنا دور المكتبات العامة في رفد الحركة الثقافية وتشجيع القراءة لكنه أشار الى أن نسبة الإقبال على المكتبات العامة في كردستان والبالغ عددها 92 موزعة على جميع محافظات الإقليم بأقضيتها ونواحيها , النسبة حاليا تقترب من الصفر وهذا مؤشر خطير جدا لايمكن مصادفته في مكان آخر .
وعزا الأسباب الى ضعف عناوين الكتب المرصوفة على رفوف المكتبات العامة وعدم إمكانية تعزيز المكتبات بالكتب الحديثة منذ عام 2014 بسبب الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالإقليم منذ ذلك الحين , ووجه العتب الى دور النشر التي لاتزود وزارة الثقافة بأكثر من 5 نسخة من كل كتاب وذلك للحصول على رقم الإيداع بينما لاتجهز المكتبات العامة بأية نسخة .
وفي رد على سؤال حول نقل المكتبات العامة من مراكز المدن الى مواقع بديلة في الأطراف او داخل المتنزهات , كمتبة الزيتون مثالا , قال السيد سرباز , إن ذلك قد أثر سلبا بلا شك ولكن هناك محاولات حاليا من قبل بعض دعاة العلم والمعرفة من الخيرين الى إعادة إفتتاح المبنى القديم للمكتبة العامة وسط أربيل وما زالت المحاولات قائمة.
بعد ذلك أكد السيد شاخوان , أن المكتبات ليست مشكلة في تراجع الإقبال على قراءة الكتب بل أن النخب المثقفة المتمثلة بالأدباء والصحفيين والأساتذة لم يعد لديهم إلمام بتصفح الكتب كما كان في الماضي والدليل أن نقابات وهيئات الفئات التي ذكرتها لديها مئات الأعضاء بينما تصرف عددا قليلا من الكتب المطبوعة في المكتبات , وأضاف أن المكتبات حاليا تزخر بكم هائل من الكتب والمطبوعات الكردية في مجال أدب الشعر والرواية دون الاهتمام بالعلوم والفكر اللذين أصبحا الآن أكثر رواجا بين القراء سيما أن المحتوى الموضوعي في هذه الكتب أكثر واقعية من أدب الشعر والرواية الذي يدخل في خانة الخيال , الأمر الذي لم يعد يدخل في اختصاص وتفكير الأفراد .
وختم السيد شاخوان مداخلته بالقول , إن التربية لا شك تبدأ من رياض الأطفال مرورا بالمراحل التعليمية المختلفة للأجيال الناشئة الى المراحل الجامعية بغية التشجيع على حسن اختيار العناوين المناسبة للقراءة لكل فئة عمرية