![](https://erbilbookfair.com/wp-content/uploads/2025/01/D89A5889-1-1024x683.jpg)
أربيل / جنان السراي
لليوم الثاني على التوالي وفي هذا الملتقى الثقافي الذي يجمع بين اروقة العلم والأدب والفن، يتجلى السحر الخفي للقراءة في كل زاوية وكل نظرة تتلقفها العيون المتلهفة للمعرفة. يتوافد الزوار محملين بالشغف والرغبة في اكتشاف كنوز الكتب التي تعد برحلة عبر العقل والروح.
تبدأ الست جيهان وهي دكتوراه في الطب النفسي في زيارة لها من دهوك بالتجوال بخطوات هادئة بين رفوف مليئة بالكتب تلتقط نسخا من هنا وهناك تقرأ عناوينها وتقيّمها بعناية تتوقف امام كتاب يبدو انه اثار اهتمامها تفتحه وتقرأ صفحاته الأولى ثم تضعه في حقيبتها وتكمل جولتها مع تبادل ابتسامات مع الزوار الاخرين وتشاركهم تجاربها وانطباعها عن العناوين المضافة حديثا.
العناوين المضافة جيدة وتعتبر مدخلا ليفهم انسان نفسه والمحيطين به وخاصة الكتب التي تتحدث عن الصحة النفسية والتي اعتبرتها «مدخلا ليفهم الانسان نفسه والوقوف على ما تحمل روحه من عقد وازمات اثرت فيه منذ طفولته، لكن هذه الكتب لا تعتبر علاجا كما يروج له البعض»، واشارت الدكتورة جيهان الى هوس بعض الشباب بهذا النوع من الكتب.
«هذه الكتب تمثل مساحة يهربون اليها من واقع مرير وتجارب قاسية يتوهمون انها العلاج والملاذ الآمن» وترى الدكتورة ان هذه الكتب هي لزيادة اطلاع الشباب فقط. بينما فاطمة وهي خريجة قسم الفيزياء من جامعة بغداد تجد في الكتب مساحتها الخاصة التي تمنحها السكينة في لحظات التوتر والقلق، حيث تستلهم العزاء والعزيمة من قصص الأبطال الذين يتغلبون على تحدياتهم الكبيرة.
ليس بعيدا من فاطمة كان شابا يقف امام احد رفوف عرض الكتب وهو ينظر لها بامعان «القراءة جزء من حياتي وهي التي ترشدني الى الصواب دوما» هكذا وصف يوسف ذو (الثمانية عشر عاماً) الذي يريد زيادة قدراته الذهنية والمعرفية واستغلال ايام معرض الكتاب.
في زاوية المعرض وامام احدى المكتبات تقلب لينا بيديها بعض الكتب وتقرأ صفحاتها الاولى «انا ابحث عن كتب تثري تجربتي المعرفية بما يخص الصحة النفسية».
تحاول لينا منذ زمن فهم تركيبة النفس البشرية وتحولاتها «لم اجد غير كتب الصحة النفسية تعطيني فهما اعمق للنفس البشرية ونفسي بشكل خاص».
وفي ختام اليوم الثاني من الدورة السادسة عشرة للمعرض، ندرك أن القراءة يتردد صداها في أعماق زوار المعرض، كالنسيم الذي يحمل عطر الكلمات والحكايات.
إنها ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل هي رحلة تنطلق بكتاب وتتواصل عبر العقل والروح، تربط القلوب وتفتح الأذهان لاستكشاف العالم بنظرة جديدة. في معرض الكتاب، كل صفحة تُطوى تُكتب بها فصول جديدة في سجل الحياة، والقصة التي نصنعها بأيدينا تُروى بأصواتنا، حيث لا تنتهي الحكاية أبداً.
وافتتح معرض أربيل الدولي للكتاب، الأربعاء 17 نيسان 2024، أبوابه أمام الزوار، برعاية الرئيس مسعود بارزاني، بمشاركة 300 دار نشر، ويستمر 10 أيام.
الدورة الـ 16 لمعرض أربيل الدولي للكتاب، تستمر حتى الـ 27 من الشهر الجاري، بمشاركة 300 دار نشر من 22 دولة، وتعرض مليون و500 ألف كتاب مختلف.
وأجرى المعرض، في جولته الـ 16، تخفيضاً على سعر الكتب، بنسبة 50%، ومن المتوقع أن يستقبل عدداً غير مسبوق من الزوار.
معرض الكتاب، يستقبل زواره، يومياً من الـ 10 صباحاً وحتى الـ 8 مساءَ.
وقد سبقت انطلاق فعاليات المعرض تحضيرات كبيرة قامت بها مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لأجل إظهار هذا الحدث الثقافي بما يتناسب مع مكانته في العراق وإقليم كردستان.