من كردستان مبنى «السراي» في السليمانية.. حكاية كوردية تمتد لـ 200 عام

أربيل/ المدى

تروي بناية «السراي» في محافظة السليمانية في كوردستان، تاريخاً سياسياً وثقافياً كوردياً يمتد لأكثر من مئتي عامٍ، مما يجعلها تمثل رمزاً حياً لمظاهر العز والصمود للكورد على مر العصور.

تعد بناية السراى في السليمانية، أحد الصروح التاريخية، والتي تأسست   في زمن الاحتلال البريطاني للعراق وكانت قبل ذلك  داراً للحكم الباباني، وأطلق عليها (لواء السليمانية)، ويوجد مثل هذه البناية في اغلب  محافظات العراق، وسبب اطلاق تسميتها بـ(السراي) يعود لاعتبارها سابقاً كمركز لإدارة الحكم وشؤون المحافظة (اللواء).

ويقع مبنى السراي في مركز محافظة السليمانية في منطقة (ملكندي) بالقرب من منطقة (صابون كران) وتقابل المبنى مدرسة القيصرية، حيث يطلق على الساحة التي امام مبنى السراي (به ردركي سراي) بما معناه (امام باب السراي)، ووضع محمود باشا حجر الاساس لمبنى السراي في مركز السليمانية سنة (1784) ايام حكمه الامارة، وتم نقل دوائر الامارة من (قلاجو لان) الى السليمانية واصبح السراي مجمع الحكومة آنذاك.

 وعلى اعتبار مبنى السراي من التراث العراقي، يأتي اهتمام منظمة اليونسكو العالمية، حيث خصصت مبالغ ضخمة لأجل اعمارها واعادة تأهيلها، وافتتحت لأول مرة  بعد التأهيل عام ٢٠١٤، لتصبح مكاناً سياحياً يستقطب السياح من كافة انحاء العالم، كما يتم تنظيم العديد من الأنشطة الاجتماعية، كان اخرها إقامة معرض للأشغال اليدوية النسائية، خلال الشهر الماضي، كما تتضمن محال تراثية يُعرض فيها عدد من الصناعات المحليّة والفولكلورية الكوردية.

وبما يخص مساحة المبنى فهي (1863) متراً مربعاً، وتتكون من طابقين يتكون الطابق الاول من (22) غرفة ويحتوي الطابق الثاني على (20) غرفة، هذا اضافة الى (3) قاعات كبيرة للمؤتمرات والمناسبات الوطنية.

ويُعد مبنى السراي في السليمانية، أحد رموز الحضارة الكوردية، وأحد العلامات البارزة في إقليم كوردستان، وبعد التطور الذي حصل على المبنى، أصبح الآن أحد المتاحف التراثية في المدينة حيث يتوجه اليه الزوار من اماكن ودول مختلفة للتعرف على تاريخ المدينة ومشاهدة هذا الصرح التاريخي والأحداث التي وقعت فيه من خلال الحكم الباباني والاحتلال البريطاني لمدينة السليمانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top