![](https://erbilbookfair.com/wp-content/uploads/2025/01/IMG_9205-1-1024x683.jpg)
أربيل / المدى
أحتضن مسرح معرض أربيل الدولي للكتاب، ندوة حملت عنوان “إضاءات نقدية حول الرواية الكوردية”، نظمتها وزارة الثقافة والشباب في إقليم كوردستان بالتعاون مع مؤسسة المدى للثقافة والإعلام.
شارك الحديث فيها، الروائية والشاعرة والمترجمة، بيان سامي صاحبة 17 كتابا في مجال الرواية والشعر والترجمة، تحاورها الحديث القاصة والشاعرة من كوردستان إيران، زينب اليوسفي صاحبة 10 مؤلفات متنوعة في مجال القصة والشعر والعلاقات الاجتماعية، فيما ادار الندوة الكاتب والصحفي، آزاد دارتاش.
بدأ دارتاش الجلسة بالترحيب بالجمهور وتعريفهم بضيوف الجلسة، ثم أنتقل أولاً بالحديث مع الروائية يان سامي، التي تطرقت الى جملة من نقاط المتعلقة بالنقد الأدبي البناء، وقالت، إن “النقد البناء يعبر عن آراء صحيحة حول عمل الآخرين، بأسلوب ينطوي على تعليقات إيجابية وسلبية بطريقة ودية ومهنية لا تجرح صاحب النص او تحاول التقليل من شأنه”، وأضافت أن “النقد البناء ينبغي أن يكون أداة للارتقاء بأداء الكاتب بغض النظر عن الكنية والاسم أو العنوان، و سواء كان معروفا في الوسط الثقافي أو عكس ذلك”.
وأشارت سامي، إلى ضرورة “إخفاء أسم كاتب المحتوى أو النص أو المادة الثقافية عند إجراء عملية التقييم، من أجل التركيز فقط على المحتوى الموضوعي بعيداً عن تشخيص الأمور، والابتعاد عن التقييم وفق العلاقات الشخصية”.
وأكدت الروائية بيان سامي على أهمية قراءة النص وفهم المحتوى ببيئة هادئة ومريحة لتحقيق التركيز، وذلك لتجنب الانحيازات والتقييمات السطحية التي قد تؤثر سلبًا على الرؤية. يجب أن يكون النقد مبنيًا على التحفيز والتقدير، وينبغي أن يكون بنّاءً وإيجابيًا.
نقل ميسر الجلسة الصحفي، آزاد دارتاش، الحديث إلى القاصة والشاعرة والباحثة الاجتماعية زينب اليوسفي، حيث أكدت على تشابه أدب النساء في كوردستان إيران مع ما يجده في دول العالم الثالث، حيث يتأثر بسيطرة الرجال على مختلف جوانب الحياة. وفيما يتعلق بالنقد البناء، أشارت الناقدة والكاتبة إلى أهمية تحليل دقيق للمحتوى الموضوعي وتحديد العيوب بشكل بناء، مع التنبيه إلى ضرورة عدم الانجراف وراء المزاجيات في التقييم، وعدم الاستسلام للتأثيرات الخارجية المتعلقة بشخصية الكاتب. في النهاية، أكدت على أن الناقد يجب أن يكون مستقلًا وموضوعيًا في تقييم أعمال الكتاب”.
في ردها على سؤال حول تأثير الأدب الفارسي على الكتابات والعناوين الكوردية، أوضحت اليوسفي أن ” تقييم أي نص يجب أن يراعي السياق الذي كتب فيه والظروف الاجتماعية والثقافية التي تحيط به”، وأكدت أن “الكتاب قد يتعرض لانتقادات حادة عندما يتجاوز الحدود الاجتماعية والسياسية والدينية للمجتمعات المحيطة به”.
وقد أشارت اليوسفي في ختام حديثها إلى رواية محددة تتحدث عن مدينة يعيش فيها المسلمون واليهود، “حيث يتعرض اليهود للظلم من قبل المتعصبين المسلمين، ويتعرضون للاحتلال من قبل فئة أخرى ويمحون من الخريطة تمامًا”. هذه الرواية واجهت اعتراضات شديدة بسبب تجاوزها للحدود الاجتماعية والسياسية والدينية للمجتمعات المحيطة بها، وفق قول اليوسفي.