أربيل/ عامر مؤيد
تواجد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي في افتتاح معرض اربيل الدولي للكتاب بنسخته السادسة عشرة، بإدارة مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون.
في هذا الحوار يتحدث السيد فهمي عن كيفية تأثير معارض الكتب والثقافة بشكل عام في الوضع المجتمعي، اضافة الى كيفية تعامل الحزب مع التطور التكنولوجي الحاصل في العالم والعراق بشكل خاص وكيف يستمر بنشر افكاره والتأثير بأكبر قدر ممكن من المواطنين عبر مختلف الميادين.
معرض الكتاب وأهمية استمراريته
يقول فهمي ان “اقامة معرض للكتاب، هو حدث مهم بحد ذاته والاهمية ايضا تأتي من خلال افتتاح معرض بمشاركة لدور نشر من مختلف الدول وما يضيف الاهمية ان توفرت بعض الشروط مثل عدم وجود رقابة على الكتاب والعناوين التي تُعرض، وان حدث ذلك فهو مؤشر ان هناك رغبة واستعدادا لفتح المجال امام الكتاب، ولاحظت ان مجرد التردد على المعرض هو بالتأكيد سيفتح المجال للتعرف على مجالات مختلفة تخص الجوانب الثقافية والفكر العالمي كذلك، وهذا الامر يترك اثاره على المستوى الشخصي”.
ويضيف فهمي ان “معرض الكتاب هو مؤشر الى واقع المجتمع الثقافي، لدرجة التقبل والرغبة ، ومن الضروري اقامة استطلاعات لمعرفة تركيبة المترددين الى هذه المعارض من الناحية العمرية، الجغرافية والاصناف المقبلة، ففي العاصمة بغداد على سبيل المثال لاحظت هناك تنوع بالقادمين وايضا تنوع بالكتب المعروضة ففيها الاسلامية وفيها ما يشمل الثقافات بشكل كامل”.
الأكثر حضوراً
فهمي يرى ان “أغلب القادمين الى المعارض هم من الميول المدنية، ففي بغداد رأيت هذا الامر”، ثم يتحدث عن اهمية تكرار المعارض، قائلا “في ذلك اهمية كبيرة فتكرار الانشطة الثقافية يدل على وجود منافسة ثقافية وصراع على بث الوعي، فهذه القضايا تشير الى وجود ادراك، ونحن الان في بلد انتقالي ويبدو ان الوزن النسبي للفكر والثقافة اكبر، لان يوجد تلمس وبحث عن توجهات من قبل لاننا في حالة صيرورة ، بالتالي فاذا كانت الثقافة تؤثر على القرار او الوجهة فاذن هذا الصراع مدرك من جميع الاطراف وحتى القوى المتنفذة”.
قاعدة هشة
يؤشر فهمي الى نقطة مهمة جدا حول “الهيمنة الثقافية”، اذ يقول ان “بعض القوى المتنفذة والماسكة لزمام الامور قاعدتها المشروعية هشة، وتخسر الصراع الفكري والثقافي، وان معارض الكتب هي عنصر محفز تسهم في تطوير الوعي بشكل مباشر او غير مباشر، وكذلك هي عنصر استقطاب لان هناك قادمين من اوساط مختلفة وحتى من مناطق مختلفة، ناهيك عن ان “معرض الكتاب فيه فضاء مفتوح للتواجد بينما هناك قوى متنفذة تحاول ان تضع حواجز على مثل هذه الامور”.
وعن تواجد الحزب الشيوعي كقيادة وقاعدة في اغلب الانشطة الثقافية بعموم البلاد وهل يسهم هذا في بث الوعي او التغيير المجتمعي، يقول فهمي ان “عملية الانتقال من الوعي الى التغيير المادي، هي عملية تراكمية، ويستشهد هنا بمقابلة للفيلسوف الفرنسي ريجيس ديبريه وهي حديثة جرت قبل يومين، حيث تم سؤاله هل ان المثقفين في الغرب استقالوا عن مهمتهم ولا ينتجون الان افكارا جديدة تغير مجتمعيا، حيث يرد الفيلسوف ديبريه “لماذا تعتقد ان الفكر يغير، فالسياسي يهتم بالمصالح وعندما يسمع المثقف فانه يسمعه بالدرجة التي تفيده”، ثم يقول فهمي “في البلدان المتقدمة هناك فجوة ما بين الفكر والثقافة مع السياسية”.
نشجع كافة التظاهرات الثقافية
ويؤكد فهمي ان “المؤسسات والمنظومة الحاكمة لم تستطع ان ترسخ وجودها في كافة المستويات وبالتالي نعتقد ان الوعي عنصر مهم ونشجع كافة التظاهرات الثقافية بمختلف المجالات، فالحديث ليس على الكتاب فقط بل يشمل الفن والصورة والمسرح والسينما والتشكيل، وهي ليست بغريبة بان الجهات المتنفذة لا تهتم بالثقافة وتحاول ان تحجمها ولكنه اليوم اضطرت تحت ضغط عام بالتعامل مع المثقفين من خلال الاستحواذ على بعضهم وكسبهم”.
التطور التكنولوجي
مع التطور التكنولوجي الحاصل فان ادوات التواصل مع القاعدة الشعبية تتغير دون ادنى شك، ففي السابق كان يعتمد الحزب الشيوعي في كسبه على المنشورات اليومية او الاسبوعية وصحيفة طريق الشعب، فضلا عن الدوائر المغلقة، لكن اليوم هناك انفتاح كبير، وهنا يتحدث فهمي عن كيفية تعامل الحزب مع هذا الجانب، قائلا “يجب ان نميز بين انتاج الافكار مع التواصل”.
ويضيف ان “التواصل مع التطور التكنولوجي الجديد وايضا السوشيال ميديا، يجب ان يتم من قبل الجميع، فلا توجد قوة مؤثرة ان تتغافل عنه واليوم نحن نطرق هذه الابواب بأشكال مختلفة ولأيمكن ان نحدد حجم نجاحنا وتطورنا بهذا الجانب لان ذلك يحتاج الى موارد مختلفة”.
ويبين فهمي ان “الحزب الشيوعي اليوم متواجد في جميع مواقع التواصل الاجتماعي، وان المحتوى الذي يقدم هناك يجب ان يختلف عما يتم تقديمه في الميادين حيث يجب ان يكون كمثقف وجاذب ويحصل على اعجاب المتصفح بشكل كبير وهنا نعتقد اننا بحاجة الى جهد اكبر في هذا الجانب والاهم ان يكون نتاجاً للأفكار”.
ويؤكد فهمي ان “انتاج الافكار قضية تختلف عن التواصل لان مجتمعاتنا بها خصائص مختلفة ابرزها التداخل، فالعامل الداخلي اصبح خارجياً والعكس صحيح فاتجاهات التطور غير واضحة المعالم وهناك خصائص معينة لو درسناها بشكل جيد ستكشف عن قانونيتها او الياتها او مظاهرها ومحركاتها سننتج افكارا حقيقية عن دراسة واقعنا وربما تعطينا جانبا مهما، وعلى المستوى الثقافي هناك انتاج في مختلف الحقول ، وهناك اتجاهات نقدية وبالتأكيد نحن كم في الانتاج وهذا يأتي بعيدا عن جهد حكومي وباجتهادات خاصة وهذا يؤكد ان الثقافة تأتي بمعزل عن الدولة والحكومة وهو مؤشر على حيوية المجتمع “